مراكش

محمد بنسعيد أيت إيدر.. قائد وطني يساري آخر يترجّل

التحق بجوار رب الرحمة والسلام والتسامح ،القائد الوطني واليساري التقدمي، المشمول بعفو الله المناضل محمد بنسعيد ايت ايدر، بعد مسيرة حافلة بالبذل والعطاء في سبيل مغرب حر ومتقدم وعادل لكل ابنائه وبناته. وعلى غرار الصادقين في وطنيتهم كان ضروريا أن يؤدي فاتورة إلتزامه بالحكم عليه بالاعدام والنفي قبل أن يعود الى ارض الوطن في بداية ثمانينات القرن المنصرم.

واذا كانت النشأة الأسرية بشتوكة ايت باها ،فإن النشاة السياسية كانت بمراكش من خلال الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والارتباط بخلايا المقاومة وجيش التحرير.

وبعد عودته من المنفى سيؤسس مع بعض من رفاقه (محمد الحبيب طالب +عبد الصمد بلكبير +محمد لمريني +العربي مفضال +مصطفى مسداد+الحسين كوار ) منظمة العمل الديمقراطي كفصيل وطني، يساري قومي وتقدمي ،يعزز الشرعية النضالية بالشرعية القانونية ،وينتقل بالعمل السياسي من عتمات السرية الى أشعة العلنية ،بعد مراجعة نقدية تتطلع إلى بناء يسار بافق اشتراكي وبرؤية واقعية وبراغماتية مبدئية .

ولأن عريكته لاتلين ،وجرأته لاتستكين .فقد كان له شرف طرح سجن تازمامارت للنقاش البرلماني عندما كان ممثلا للمنظمة في المؤسسة التشريعية .

ورغم اشتعال رأسه شيبا فإنه واصل مسيرته النضالية جماهيريا وحزبيا من خلال الحزب الاشتراكي الموحد قيادة وتوجيها . هذا دون الحديث عن كتابه (هكذا تكلم بنسعيد ) وكتابه المرجعي المفيد والغني بمعطياته احداثا وتوثيقا عن تاريخ المقاومة وجيش التحرير.

ولأنه شكل راسمالا رمزيا سياسيا واخلاقيا ،ارتات ثلة من رفاقه ومن بعض رجال الفكر والسياسة تأسيس مركز يحمل اسمه يصدر مجلة دورية اسمها (الربيع ) بالإضافة إلى اصدارات أخرى.

امطر الله الفقيد بشأبيب رحمته .لقد غادرنا بجسده ،ليخلد فينا بقيمه .وكل العزاء لاسرته وذويه ورفاقه من جميع الطيف الوطني واليساري.

بقلم حميد المنسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى