جرى بشيشاوة، تنظيم لقاء حول موضوع “مدارس الفرصة الثانية كرافعة لإدماج الفتيات في المجتمع”، وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق المرأة.
وعرف هذا اللقاء، الذي نظمته المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أمس الخميس، بشراكة مع (مؤسسة النواة للحقوق والتنمية)، وصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف)، حضور مسؤولين وممثلي السلطات المحلية والمصالح الأمنية ومنتخبين محليين وفاعلين من المجتمع المدني، وكذا التلاميذ المستفيدين من مراكز الفرصة الثانية.
وشكل اللقاء فرصة لإبراز الجهود المبذولة على المستوى الإقليمي، في إطار مدارس الفرصة الثانية، للحد من الهدر المدرسي، خصوصا وسط الفتيات في العالم القروي، عبر منحهن فرصة ثانية من أجل ربط الصلة مجددا مع التعلم والتكوين، أو الاستفادة من التكوين في مهنة كفيلة بتمكينهن من الاندماج في المجتمع.
وأبرز المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية في شيشاوة، سعد المدراوي، في كلمة بهذه المناسبة، أهمية موضوع هذا اللقاء، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة تأتي في سياق خاص يتميز بتنزيل خارطة الطريق 2022 – 2026، من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع.
وأشار إلى الأهداف الاستراتيجية الثلاثة لخارطة الطريق، والمتمثلة في التعلمات الأساس، وتعزيز التفتح والمواطنة، وتحقيق إلزامية التعليم، عبر الحد من الهدر المدرسي، لافتا إلى أن خارطة الطريق تضع التلميذ والمدرس والمدرسة في صلب أولوياتها.
وتابع أن مدارس الفرصة الثانية تعد رافعات أساسية للحد من الهدر المدرسي، لا سيما في صفوف الفتيات، مشيرا إلى أن الإقليم يتوفر على مركزين للفرصة الثانية “الجيل الجديد”، أحدهما في شيشاوة “الإيواء والاندماج” بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والثاني “ابن الهيثم” في إمنتانوت.
من جهتها، تناولت رئيسة والمؤسسة المشاركة ل(مؤسسة النواة للحقوق والتنمية)، أمينة بيوز، الرمزية التاريخية ليوم المرأة العالمي في مسلسل تكريس حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، كما في المغرب.
وأبرزت الأدوار الرئيسية التي تلعبها مراكز الفرصة الثانية “الجيل الجديد”، من خلال ثلاثة أقطاب رئيسية، وهي التأهيل البيداغوجي والتربوي، والتأهيل المهني، والتأهيل الشخصي، مشيدة بانخراط جميع المتدخلين والشركاء العاملين في هذا المجال.
وأشاد ممثل (اليونيسف) بالنيابة، رشيد عمري، في تصريح لـ (إم 24) القناة الإخبارية لوكالة المغرب العربي للأنباء، بتنظيم هذا اللقاء، مضيفا أنه يتناغم تماما مع الحملة التي كانت المنظمة الأممية قد أطلقتها تحت شعار “لقد حان الوقت، حقوقنا، مستقبلنا” في أكتوبر 2022، والتي سعت من خلالها، بمعية الفاعلين المحليين، إلى الترافع للدفاع عن حقوق الفتيات.
وأضاف “نحن فخورون بالتواجد بأحد مراكز الفرصة الثانية الذي يجسد الرؤية التي تمت بلورتها مع العديد من الفاعلين المحليين ووزارة التربية الوطنية”، مسجلا أن الهدف من هذه المراكز يتمثل في منح الفتيات، اللواتي غادرن مقاعد الدراسة، فرصة جديدة وبارقة أمل لاستدراك ما فاتهن.
وكان الحضور على موعد مع عرض مفصل حول مدرسة الفرصة الثانية “الجيل الجديد” كتجربة ناجحة، بالإضافة إلى شريط مؤسساتي عن تمدرس الفتاة.
وبهذه المناسبة، قدمت العديد من الفتيات المتخرجات من مركزي الفرصة الثانية على صعيد الإقليم شهادات حول تجاربهن الناجحة.
كما تضمن برنامج هذا اليوم تقديم شابات من مركز الفرصة الثانية بشيشاوة، عرض مسرحي حول إشكالية الهدر المدرسي، بالإضافة إلى عرض موسيقي.
وتم بالمناسبة تكريم العديد من النساء اللواتي يشغلن مناصب المسؤولية على مستوى الإقليم، وفاعلات جمعويات، وناشطات في مجال حقوق الإنسان، اعترافا بالتزامهن وتعبئتهن المستمرة ومشاركتهن، إلى جانب الرجال، في جهود تحقيق تنمية مستدامة.
المراكشي/ و م ع
