وطني

الدار البيضاء.. افتتاح فعاليات الدورة الثالثة من المهرجان المغربي للموسيقى الأندلسية

بأمسية ساحرة، تتغنى بالتراث المغربي المتميز والطرب العربي الأصيل، افتتحت مساء أمس الخميس بالدار البيضاء، فعاليات الدورة الثالثة من المهرجان المغربي للموسيقى الأندلسية، الذي تنظمه الجمعية المغربية للموسيقى الأندلسية.

ففي أجواء حالمة، استمتع الجمهور الغفير الحاضر في أولى حفلات هذه الدورة، المنظمة بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بمجموعة من الأغاني التراثية والطربية، في احتفالية ثقافية فريدة تزخر بالأصالة والإبداع، بمشاركة ثلة من الأسماء اللامعة في المشهد الفني المغربي والعربي.

وهكذا، انطلق الحفل مع الفنان بدر رامي، سفير الأغنية السورية والقدود الحلبية، الذي قدم للجمهور الحاضر، باقة مختارة من أجمل الأغاني التي عادت بالجمهور إلى زمن الطرب الجميل . وعلى امتداد حوالي ساعة من الزمن قدم هذا الفنان المتألق مجموعة من الموشحات والأغاني الطربية المعروفة، من بينها، على الخصوص، “يا شادي الألحان”، و”يا من لعبت به الشمول” و”سلو فؤادي”.

وخلال الحصة الثانية من هذا الحفل المتميز، كان الجمهور على موعد مع طبق موسيقي فريد من تقديم الأوركسترا المغربية للموسيقى الأندلسية، بقيادة الفنان ادريس برادة، مرفوقا بالفنانة سناء مارحاتي، والفنان محمد العسري، الذين قدموا كشكولا تراثيا متنوعا يجمع بين الموسيقى الأندلسية والغرناطية، والملحون، وغيرها.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، أكدت الفنانة سناء مارحاتي، أن هذه الأمسية الفنية تعد تكريما للفنان المرحوم محمد بوزوبع من خلال تقديم مجموعة مختارة من ريبرتوار هذا الفنان المتميز، إلى جانب تقديم وصلات غنائية تراثية تبرز غنى هذا التراث الذي يعد جزءا من الهوية المغربية.

وأعربت، في هذا الإطار، عن سعادتها بالمشاركة في حفل افتتاح الدورة الثالثة من المهرجان المغربي للموسيقى الأندلسية، مبرزة أن مثل هذه التظاهرات الفنية تعد تأكيدا على تشبثنا بتراثنا المغربي والتزامنا بالحفاظ عليه وتثمينه.

من جهته، عبر الفنان بدر رامي، عن سعادته بلقاء “الجمهور المغربي الذي يعشق الموسيقى الطربية والأصيلة”، مشيدا بتنظيم هذا المهرجان الذي يساهم في الحفاظ على التراث المغربي والعربي ونقله من جيل إلى جيل.

وفي تصريح مماثل، أبرزت الرئيسة المؤسسة للجمعية المغربية للموسيقى الأندلسية، فاطمة مبشور، أن الدورة الثالثة من المهرجان تستضيف في أمسياتها الثلاث إلى جانب الأغنية الأندلسية أنماطا أخرى من الموسيقى التراثية المغربية الغنية، بالإضافة إلى الموسيقى العالمية.

وأبرزت أن دورة هذه السنة، التي تتميز ببرنامج موسيقي غني ومتنوع، ستعرف لأول مرة مشاركة فرقة موسيقية مكونة من فنانين من فرنسا، وبلجيكا، واسبانيا والمغرب، بالإضافة إلى مشاركة فنانين شباب لتشجيعهم على ممارسة هذا اللون الموسيقي، وتكوين جيل جديد قادر على حمل مشعل الأغنية المغربية .

من جانبها، أبرزت ليلى المريني، أستاذة باحثة ومحاضرة في التراث، ومقدمة الحفل، أهمية مثل هذه التظاهرات الفنية التي تساهم بشكل كبير في الحفاظ على توابث الهوية الثقافية المغربية ، والتعريف بالتراث المغربي الغني والمتنوع داخل وخارج المملكة.

يشار إلى أنه قبل انطلاق الحفل، كان في استقبال الجمهور جمعية شباب نجوم تينكضيض الفلكلورية، التي أمتعت الجمهور بعروض متنوعة من فن أقلال ودق السيف، والركبة، والشعبي.

ويعد المهرجان المغربي للموسيقى الأندلسية، المنظم إلى غاية 18 يناير الجاري، بشراكة مع “الدار البيضاء للتنشيط والتظاهرات”، والعلامة الترابية (Wecasablanca)، وبدعم من شركة تسيير اليانصيب الوطني، منبرا للإشعاع الثقافي والفني، حيث يُبحر الجمهور في أجواء ساحرة من عبق هذا التراث العريق، الذي يجسد التمازج الفريد بين عمق الجذور المغربية وتأثيرات ثقافية عالمية.

المراكشي/ و م ع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى