التوفيق يقدم روايته الجديدة “واحة تينونا، أو سر الطائر فوق الكتف”
استضافت جمعية منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته، مساء السبت، بالمدينة الحمراء، المؤرخ والروائي أحمد التوفيق، الذي صدرت له، مؤخرا، رواية جديدة تحمل عنوان “واحة تينونا أو سر الطائر فوق الكتف”، وذلك بحضور ثلة من الأدباء والمثقفين والطلبة.
وقال التوفيق، في مداخلة له، خلال هذا اللقاء الذي نظمته الجمعية في إطار “مجلس الكتبيين”، بتنسيق مع المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، إن “واحة تينونا، أو سر الطائر فوق الكتف” تعد “من روايات التأهيل الروحي”، موضحا أن “جوهر الأمر كله في الانسان، فسبب سعادته ونعيمه وشقائه يكمن في الأنانية المتمثلة عند المتصوفة في الشح”.
ويدعو الكاتب، من خلال هذه الرواية، التي صدرت سنة 2022، والواقعة في 287 صفحة، القارئ إلى “اكتشاف مسار أو سلوك غير معتاد لزوجين توفرت لهما في الحياة كل المطالب، فتشوفا إلى شيء آخر لا يعرفان ما هو، ولكنهما غامرا بالبحث عنه، وأن هذا الشيء هو المعبر عنه في النص ب ‘سر الطائر على الكتف’، تشوف قادهما إلى محنة هي ثمن رفع حجاب كان يفصلهما عن الشيء، الذي تبين أنه حقيقتهما أو “الحقيقة” ودونه “خرط القتاد” أو كشف حجاب الأنانية”.
وأوضح التوفيق، أن الرواية من النوع المصنف في روايات “التأهيل الروحي”، لكنها “طريقة عملية بعيدة عن الطلاسم”، مشيرا الى أن “الرواية تشبه قراءتها العيش في زاوية لأربعة عقود في رحاب المجاهدة، هذا بالنسبة للزوج، أما الزوجة، وهي التي أغرت صاحبها بهذه المغامرة، فقد قطعت ب’الفضل’ في ليلة واحدة ما تعب في مراده الزوج دهرا”.
من جهته، قال الناقد الأدبي محمد آيت لعميم، الذي قدم قراءة في الرواية، في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “هذه الرواية ذات نفس روحي، حاولت التطرق إلى مسألة مهمة، تتمثل في كيف يمكن للإنسان أن يرتقي من الأنانية والارتباط بالحياة المادية ويتخلى عن هذه الأشياء بغية الارتقاء الى مصاف ومدارج عليا، وإلى معراج روحي يمكنه أن يصل إلى الحقيقة، وأن يكتشف عمق الانسان، الذي استهلكته الحياة المادية”.
وتابع أن هذا العمل جاء في سياق راهني يتمثل في كون العالم اليوم يحتاج إلى جرعة كبيرة من الأمور الروحانية، حتى يتمكن من التخلص من هذه الحياة التي جذبته الى البعد المادي الصرف، وانعكست على الأخلاق والسلوك وعلى مستقبل العالم.
من جانبه، أبرز رئيس جمعية مونية مراكش، جعفر الكنسوسي، في تصريح مماثل، أن “لب هذه الرواية روحاني”، مضيفا أن كبار الحكماء والأدباء لطالما توسلوا بالحكي لتمرير رسائل روحية، وحكم وقيم وأخلاق أساسية .
وقال “إننا نعيش في عالم متأزم فاقد للروحانية، وهذه الرواية الجميلة تقلب هذه الأعيان للرجوع لأصول العطاء والحكمة والجود”، واصفا هذا العمل بأنه “شيق جدا تدور رحاه حول حكاية زوج صارا في مغامرة فتشوفا لشيء آخر لتنطلق مغامرتهما للبحث عنه”.
يذكر أنه سبق أن صدرت لأحمد التوفيق عدة أعمال روائية، منها، على الخصوص، “جارات أبي موسى” (1997)، و”شجيرة حناء وقمر” (1998)، و”السيل” (1999)، و”غريبة الحسين” (2000).