تشكل التعاونيات الفلاحية في إقليم الحوز نماذج للصمود والإصرار على التغلب على تداعيات الزلزال المدمر الذي شهدته المنطقة خلال السنة الماضية.
وباعتبارها المصدر الرئيسي للدخل بالنسبة للعديد من الأسر في إقليم الحوز، فقد أظهرت التعاونيات قدرة ملحوظة على التعافي ، بفضل جهود منخرطيها وكذا دعم ومواكبة السلطات المحلية من أجل العودة إلى نشاطها.
فالمنطقة، التي تقع في قلب جبال الأطلس الكبير، وتشتهر بمناظرها الطبيعية الخلابة وتربتها الخصبة، تتمتع بمناخ ملائم لنمو الأشجار المثمرة، وخاصة أشجار الزيتون التي تتميز بجودة استثنائية.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس تعاونية سيدي علي للزيتون واللوز بدوار أمغراس (64 كلم من مراكش)، حميد آيت منصور، أن السلطات المحلية قدمت للتعاونيات مساعدة قيمة بعد زلزال الثامن من شتنبر من العام الفارط.
وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المساعدات مكنت من توسيع الأنشطة الفلاحية للتعاونية، وتعزيز طاقتها الإنتاجية وتحديث وسائل عملها، خاصة من خلال اعتماد تقنيات الري المحلية.
وشدد على أن سر جودة وازدهار القطاع الفلاحي في المنطقة يكمن في العمل الجاد والدؤوب. وقال في هذا الصدد “نحرص على احترام المعايير المعمول بها في جميع مراحل عملية الإنتاج، بدءا من زراعة الأشجار إلى جني الثمار وتصنيعها”، مشيرا إلى أن منخرطي التعاونية يستفيدون من التكوين المستمر الذي يتيح لهم تحسين أنماط الإنتاج باستمرار.
من جانبه، قال رئيس تعاونية تيجدلت الزيتون، مولاي ادريس أيت سعدان، إن الزلزال تسبب في خسائر كبيرة، ” غير أن عزيمة أعضاء التعاونية لم تضعف”، منوها بالدعم الذي قدمته السلطات المحلية لمساعدة هذه التعاونيات للعودة إلى نشاطها.
وأضاف أن التعاونية توظف حوالي 20 شخصا، من رجال ونساء، يسهرون على جمع الزيتون وتنظيفه ومعالجته وتعبئته.
وهكذا، وبروح جماعية متضامنة وعزم راسخ، استطاعت مجموعة من التعاونيات بإقليم الحوز أن تتجند من أجل إعادة إطلاق أنشطتها. وقد مكنت المقاربة المبتكرة التي تم اعتمادها لمساعدة هذه التعاونيات ليس فقط من استعادة مستوى إنتاجها قبل الزلزال، بل أيضا من أن تصبح نموذجا لباقي مناطق المملكة.
المراكشي/ و م ع