وطني

بنسعيد يدعو لجعل الذكاء الإصطناعي وسيلة لإحداث ثورة في الصناعات الثقافية والإبداعية

دعا وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، الإثنين بالرباط، إلى جعل الذكاء الاصطناعي وسيلة لإحداث ثورة في الصناعات الثقافية والإبداعية، بوصفها مستقبل الصناعة العالمية والأفق الجديد للاقتصاد الوطني.

وشدد بنسعيد، في مداخلته حول مكانة التراث الثقافي في النقاش حول الذكاء الاصطناعي، في إطار المنتدى رفيع المستوى الأول للذكاء الاصطناعي، على أن هذه التكنولوجيا ستساهم في “الانتقال من منطق الاستهلاك السلبي الخالص إلى منطق الإنتاج”.

وأشار في هذا السياق إلى أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتجاوز منطق “التراث الصامت” وجعل “الآثار تتحدث”، لافتا إلى أنه يربط من الآن فصاعدا عوالم التكنولوجيا والعلوم التطبيقية والتقدم الصناعي بعالم التراث والإبداع والقيم الإنسانية.

وأبرز الوزير أن “التحدي الكبير الذي يمثله الذكاء الاصطناعي للثقافة والتراث اليوم هو كيفية الحفاظ عليه حيا وإنسانيا في زمن تزداد فيه التطبيقات تعقيدا”.

وأوضح بنسعيد أن إفريقيا والذكاء الاصطناعي والثقافة يشكلون ثلاثية خاصة، نظرا للثروة الثقافية الهائلة للقارة وعدد شبابها الكبير ،مشيرا إلى أن الملك محمد السادس وضع مشروع الإقلاع الوطني تحت شعار الثقافة ورأس المال البشري.

كما أبرز، من جهة أخرى، دور الذكاء الاصطناعي في توطيد مجتمع حر وشفاف، ومكافحة الأخبار الزائفة، وإضفاء الطابع الديمقراطي على الولوج إلى الأدوات الوسائطية وحماية حقوق النشر، محذرا من استخدامه المحتمل ضد الروابط الاجتماعية والثقة والديمقراطية.

وأضاف أن قضية حقوق النشر والملكية الفكرية تحظى كذلك بأهمية كبيرة، لأن “الذكاء الاصطناعي يجب أن يظل أداة لخدمة الفنانين، وليس وسيلة لمصادرة إبداعاتهم”.

وقال بنسعيد إن وزارته تتابع هذه التطورات عن كثب وتلتزم بالدفاع عن حقوق التأليف والنشر للمبدعين المغاربة، وكذلك الاضطلاع بدور التنبيه والإعلام، من خلال إنشاء مواقع لتقصي الحقائق والإحداث المستقبلي لمرصد ينكب على هذه الإشكالية، لاسيما من خلال إشراك الشركاء المؤسساتيين والمجتمع المدني، مثل الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري ووكالة المغرب العربي للأنباء والمجلس الوطني للصحافة، وغيره.

وينظم هذا اللقاء الدولي، الذي ينعقد تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، على مدى ثلاثة أيام، من قبل جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، من خلال مركزها الدولي للذكاء الاصطناعي بالمغرب “حركة الذكاء الاصطناعي”، بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وبمشاركة ممثلي أكثر من 30 دولة، منها حوالي 15 دولة إفريقية، بهدف وضع الأسس لاستراتيجية إفريقية للذكاء الاصطناعي.

المراكشي/ و م ع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى