افتتحت، مساء أمس الخميس بالصويرة، فعاليات الدورة الـ 25 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، المنظمة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس من 27 إلى 29 يونيو الجاري، بموكب تقليدي جمع بين الإيقاعات الكناوية ومختلف الألوان الفلكلورية.
وقدم هذا الموكب التقليدي المتنوع والغني من الفلكلور المغربي، الذي جاب أزقة المدينة القديمة للصويرة، عرضا لافتا لرواد المهرجان القادمين من جميع أنحاء العالم، للاحتفال بالانطلاق الكبير لهذا المهرجان الموسيقى المرموق.
وجرى هذا الحفل البهيج بحضور، على الخصوص، المستشار الملكي والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة-موكادور أندري أزولاي، ووزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، ورئيس الحكومة الإسبانية السابق خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو، ووالي جهة مراكش-آسفي، ورئيس جهة مراكش-آسفي، ومنتخبين، ومديرة ومنتجة المهرجان نائلة التازي، إلى جانب شخصيات أخرى.
وفي كلمة بالمناسبة، قال بنسعيد إن مهرجان كناوة بالصويرة، الذي يكتسب شهرة متزايدة باستمرار، أعطى دينامية إيجابية لهذه المدينة التي يعود تاريخها إلى ألف عام، وحولها من مدينة سياحية إلى مدينة ثقافية بامتياز تشجع التنوع والحوار بين الثقافات.
وبعدما سلط الضوء على أهمية هذا الحدث الفني الوطني والدولي الكبير، أكد الوزير على أهمية الاستثمار في الثقافة كرافعة للتنمية والسلام، لافتا إلى أن الوزارة ملتزمة بقوة بدعم مهرجان الصويرة كناوة، إلى جانب المهرجانات الأخرى التي تثري المشهد الفني والثقافي الوطني.
من جهتها، أكدت التازي أن المهرجان أصبح حدثا تاريخيا يشهد على استثنائية وتنوع الثقافة المغربية في المشهد الفني العالمي، ومدرسة حقيقية لتعزيز قيم التسامح والتعايش بين الثقافات.
وسجلت أن هذه التظاهرة الثقافية نجحت في إبراز فن وثقافة كناوة، وجذب مشاهير الفنانين والجمهور من جميع أنحاء العالم، مما يجعل الموسيقى لغة عالمية، لافتة إلى أن تسجيل الثقافة الكناوية تراثا عالميا لاماديا لدى اليونسكو يعتبر اعترافا دوليا بقيمتها الفنية والثقافية في بلد أصبحت فيه الصناعة الثقافية والإبداعية رافعة للنمو الاقتصادي تماشيا مع التعليمات السامية للملك محمد السادس.
كما اعتبرت أن التزام المغرب بالحفاظ على التراث الثقافي المغربي وإشعاعه على الصعيد الدولي يجسد العناية السامية التي يوليها جلالة الملك لتعزيز الهوية المغربية والانفتاح على مختلف الثقافات، مضيفة أن مهرجان الصويرة أثبت أن الثقافة ليست مجرد ترف، بل هي قوة حقيقية ورافعة أساسية للتنمية.
وتستضيف الدورة الـ 25 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، الذي يضيء سماء مدينة الرياح، 400 فنانا و53 حفلا موسيقيا في المجموع، ضمن أجندة مواعيد موسيقية رائدة، تقترح على الجمهور مجموعة واسعة من الموسيقى والإيقاعات الموسيقية النوعية.
وسيكون الجمهور هذه السنة، على موعد مع مغني الراب الفلسطيني متعدد اللغات سانت ليفانت (واسمه الحقيقي مروان عبد الحميد) والثنائي المتمرس “عيطة مون أمور” الذي يتألف من المغنية المغربية وداد مجامة والموسيقي التونسي خليل إيبي، اللذين سيعيدان ببراعة إحياء هذا النوع الموسيقي المغربي التقليدي الشعبي وبعثه في العصر الحديث.
كما سيتمكن رواد المهرجان من الاستماع إلى واحدة من أجمل الأصوات في الفلامنكو وهي المغنية الإسبانية من أصل غيني استوائي بويكا، التي أشادت بها الصحافة العالمية لصوتها الفريد.
وسيكون الحفل الموسيقي لعازف الترومبيت الأمريكي الأسطوري راندي بريكر، الحائز على 7 جوائز “غرامي”، من أبرز فعاليات المهرجان لهذا العام.
وبالموازاة مع الحفلات الموسيقية والأمسيات الفنية، ستنعقد الدورة الحادية عشرة من منتدى حقوق الإنسان لمهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة، والتي ستنظم بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، حول موضوع “المغرب-إسبانيا-البرتغال.. تاريخ بمستقبل واعد”.
المراكشي/ و م ع