الجمعية المغربية تدين بقوة الإبـ ـادة الجماعية المتصاعدة للجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في غزة
عبّر المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان عن إدانته القوية لـ”الإبادة الجماعية المتصاعدة التي يمارسها جيش الإرهاب الصهيوني في حق سكان قطاع غزة على مدار الساعة ولمدة تفوق الشهر والنصف وبدون توقف”.
وأكدت المكتب المركزي في بيان له، أن “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، تتابع بقلق وغضب كبيرين، وباهتمام بالغ، منذ بدء العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة في الثامن من أكتوبر الماضي، ما يتراكم من جرائم الاحتلال الصهيوني في حق سكان قطاع غزة، بقيادة زمرة فاشية لا تعير أدنى اهتمام للقانون الدولي الإنساني الذي يحمي المدنيين تحت الاحتلال وخاصة في زمن الحرب، حيث تتواصل مجازر وجرائم الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني في ظل تصريحات عنصرية مقيتة لـ(قادة) العدو الصهيوني”.
وأضافت الجمعية أن ” وزير الحرب الصهيوني مازال يصرح أنه يحارب حيوانات بشرية في قطاع غزة، كما طالب وزير ما يسمى بالتراث الصهيوني بضرب قطاع غزة بالقنبلة النووية، في حين دعا وزير المالية الصهيوني المجرم الفلسطينيين/ات في قطاع غزة إلى مغادرة القطاع واللجوء إلى مصر والولايات المتحدة الأمريكية وأوربا، فيما طالبت وزيرة الاستخبارات الصهيونية بطرد الفلسطينيين من قطاع غزة”، مشيرة وفق ذات البيان إلى أن “هؤلاء هم عبارة عن وحوش منفلتة، تمعن في التقتيل والتدمير عبر قصف كل ما يتحرك ولا يتحرك في قطاع غزة المحاصر بشكل كامل، ما أدى إلى الإجهاز على الحد الأدنى الضروري لمقومات الحياة، حيث وصلت وحشية الكيان المحتل إلى حد قصف واحتلال المستشفيات وقتل المرضى والكوادر الطبية بداخلها وتدمير المدارس التي تأوي النازحين، واستهداف سيارات الإسعاف وأطقمها، فلم يعد يوجد أي مكان آمن في قطاع غزة”.
وحسب السلطات الحكومية في قطاع غزة، يضيف البيان، “فقد تم، إلى حدود يوم 19 نونبر الجاري، تسجيل أرقام مفزعة لضحايا حرب الإبادة، قابلة للارتفاع على مدار الساعة، نذكر منها أن عدد الشهداء بلغ 13000، منهم 5500 طفلا و3500 امرأة، وفاق عدد الجرحى 30000، 75% منهم أطفال ونساء، كما تم تسجيل 6000 من المفقودين، إما تحت الأنقاض أو عبارة عن جثامين ملقاة في الشوارع؛ بينما في الجسمين الصحافي والصحي فقد وصل عدد الشهداء 65 صحافيا وصحافية، و201 شهيد، بين طبيب وممرض ومسعف، و22 شهيدا من رجال الدفاع المدني”.
وعلى مستوى البنية التحتية، يردف البيان “فقد دمر الاحتلال النازي 97 مقرا حكوميا بشكل كلي، و262 مدرسة، 65 منها خرجت عن الخدمة، كما دمر 83 مسجدا وثلاث كنائس، و43000 وحدة سكنية بشكل كلي و252000 بشكل جزئي، وخرج 25 مستشفى و52 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كلي، وتم استهداف 55 سيارة إسعاف، كما خرجت العشرات من سيارات الإسعاف عن الخدمة، بسبب نفاد الوقود أو بسبب تعرضها للقصف، وقد سجلت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن مؤسساتها لم تسلم من قصف الكيان المحتل، حيث استشهد 104 من موظفيها، وأكدت الوكالة أن عدد النازحين في القطاع بلغ مليونا و700 ألف”.
وأضافت الجمعية الحقوقية، أن “الطغمة الإرهابية الفاشية العنصرية الصهيونية الحاكمة في كيان الاحتلال، استغلت توجّه أنظار العالم إلى ما يحدث في قطاع غزة من جرائم حرب إبادة جماعية للفلسطينيين/ات في قطاع غزة، لتخضع الفلسطينيين/ات في الضفة الغربية والقدس المحتلة لعدوانية وهمجية قطعان المستوطنين المسلحين الذين يمارسون الإرهاب على سكان مدن قرى الضفة الغربية ويمنعونهم من جني الزيتون ومن ممارسة أعمالهم، من خلال التقتيل والإهانات في الطرق الالتفافية وعلى جانب الجدار العازل، ومنعهم من التنقل داخل الضفة الغربية بينما يستمر جيش الاحتلال الإرهابي الصهيوني في اقتحام المدن والمخيمات وفي قتل واعتقال الفلسطينيين، إذ بلغ عدد المعتقلين/ات 2960 معتقلا (ة) وعدد الجرحى 2300 مصابا(ة) وعدد الشهداء 217 شهيدا (ة) الذين ينفذ العدو الصهيوني في حقهم إعدامات ميدانية”.
ودعا المكتب المركزي للجمعية “كافة حرائر وأحرار العالم أجمع، أفرادا مؤثرين وهيئات فاعلة وجماهير واسعة، للمزيد من مناهضة وفضح جرائم الاحتلال الصهيوني العنصري التي وصلت حد جعل المستشفيات ثكنات عسكرية لقواته المحتلة، بعد إجلاء الجرحى والنازحين إليها بشكل همجي وغير مسبوق في تاريخ الحروب”.
وعبّر عن “اعتزازه بالتضامن القوي لشعوب العالم مع الشعب الفلسطيني في هذه المحنة، ووقوفها ضد العدوان النازي والأنظمة الامبريالية التي تدعمه في ارتكاب جرائمه الوحشية وخاصة أمريكا عدوة الشعوب ومجموعة من الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا…؛”.
و أكد المكتب المركزي للجمعية الحقوقية “تثمينه إقدام كل من دول جنوب أفريقيا وبوليفيا وبنغلاديش وجيبوتي وجزر القمر، على تقديم طلب للمحكمة الجنائية الدولية من أجل فتح تحقيق في جرائم الكيان الصهيوني المحتل في حق ساكنة قطاع غزة”، وطالب بـ”ضرورة انعقاد هذه المحكمة بشكل فوري للبت في هذا الطلب على غرار استجابتها الفورية للطلب الذي سبق أن تقدمت به دول غربية لفتح تحقيق حول الحرب الجارية على أراضي أوكرانيا”.
وجدد البيان “إدانة الجمعية الشديدة للأنظمة العربية والمغاربية المهزومة والمتواطئة مع الكيان المحتل وفي مقدمتها الأنظمة المطبعة مع الاحتلال الفاشي، وخاصة النظام المصري، الذي ينتظر إملاءات الكيان الصهيوني، فيما يتعلق بفتح ممر رفح”.
كما عبر عن “اعتزازه وإشادته بكل الدول التي قطعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني أو سحبت سفراءها منه”، وتوجه المكتب المركزي لـ”الشعوب المغاربية والعربية إلى المزيد من الضغط اليومي على الأنظمة المطبعة مع الكيان الصهيوني المجرم، حتى إسقاط كل أشكال التطبيع معه”.
وجدد المكتب المركزي للجمعية “دعوته كل القوى الديمقراطية المغربية في الداخل والخارج، إلى تكثيف عمليات الاحتجاج ضد العدواني الصهيوني، وتنويع سبل دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة”.