استغرب مواطنون من فتح قنطرة في وجه شاحنات مقالع الرمال بوادي تانسيفت بين جماعتي أولاد أدليم ولوداية ضواحي مراكش، وذلك رغم حظر استعمالها أمام الشاحنات التي يفوق وزنها 17 طنا.
وقال مواطنون في اتصال بصحيفة “المراكشي”، إن القنطرة التي انتهت أشغال انجازها ولم يتم تدشينها بعد، أضحت مهددة بفعل الحمولة الثقيلة لشاحنات المقالع التي يبدو أنها لاتحترم علامة تحديد الحمولة المسموح بها والتي وضعتها مصالح وزارة التجهيز بطلب من الجمعيات وساكنة منطقة أولاد أدليم المتاخمة للوادي.
كما استغرب سكان المنطقة من الترخيص لإحدى شركات المقالع على بعد مرمى حجر من أساسات القنطرة التي طالما شكلت حلما لانتشال ساكنة عدد من الجماعات الترابية من العزلة التي عاشتها لعقود طويلة.
وفي سياق متصل، أكدت مصادر للصحيفة، أن مدخل القنطرة من الواجهة الشمالية بتراب جماعة أولاد أدليم شهدت صباح اليوم الإثنين حادثة بين سيارة مخصصة للنقل المدرسي وشاحنة تابعة للمقلع المجاوز للقنطرة، غير أنها لم تخلف لحسن الحظ أية خسائر بشرية، كما أن طرفيها لم يكلفا نفسهما عناء انتظار وصول الدرك لتحرير محضر حول ظروف وملابسات الحادث .
ومعلوم أن اشغال إنجاز القنطرة التي تربط بين جماعتي لوداية و أولاد أدليم على مستوى دوار غار الثور، أعطيت انطلاقتها من طرف والي جهة مراكش أسفي السابق محمد صبري، صباح يوم السبت 28 يوليوز 2018، وكان المفروض أن تنتهي بها الأشغال في غضون سنة ونصف.
المشروع يتعلق ببناء قنطرة بالخرسانة على طول اجمالي يقدر بـ1260 متر، بتكلفة 42 مليون درهم من تمويل مشروع التنمية القروية على مدى 18 شهرا، عٌهد بإنجازه الى مقاولة السفياني، وستستفيد منه جماعة أولاد أدليم، سيد الزوين وجماعة لوداية.
ويهدف المشروع الى ضمان استمرارية حركة السير بالطريق الإقليمية 2011 الرابطة بين ضفتي واد تانسيفت، والإنجاز التدريجي للطريق المداري الرابط بين الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين مراكش وأكادير والطريق الوطنية رقم 7 الرابطة بين مراكش وأسفي ودعم التنمية الاقتصادية والإجتماعية بالمنطقة وفتحها على فرص الإستثمار وكذا تشجيع مبادرات المشاريع الطرقية المهيكلة للمجال بالمنطقة، غير أن هاته الأهداف لا تزال بعيدة المنال بفعل تعليق أشغال المشروع للمرة الثانية بعد أن شارف على الإنتهاء.
واعتبرت فعاليات مدنية وحقوقية وسياسية بسيد الزوين، حينها إعطاء إنطلاقة أشغال بناء هاته القنطرة حدثا تاريخيا بهاته المنطقة لما له من أهمية في فك العزلة والتهميش عن ساكنة عدد من الجماعات التي ترتبط اقتصاديا وخدماتيا بالمركز الحضري لجماعة سيد الزوين.
ويشكل مشروع انجاز هاته القنطرة واتمام تعبيد الطريق الإقليمية 2011 على مستوى جماعة أولاد أدليم، وفق هؤلاء، مدخلا أساسيا لفك العزلة عن ساكنة مجموعة من الجماعات القروية وفتح منطقة سيد الزوين على دكالة عبدة من خلال العمل على تدارك خطأ غلق الطريق السيار على الطريق الإقليمية المذكور بعد تهريب البدال إلى مشارف جماعة لمزوضية لأسباب تجهلها الساكنة الزوينية التي كانت تعلق أمالا عريضة على مشروع الطريق السيار من أجل فك طوق العزلة التاريخية والجغرافية المضروبة عليها.
وأشارت هاته الفعاليات إلى أن جمعية التواصل للتنمية والثقافة بسيد الزوين قادت سنة 2006 أول عريضة لجمعيات المجتمع المدني للمطالبة بإتمام الطريق الإقليمية 2011 الرابطة بين الطريق الوطنية رقم 8 وطريق أسفي مرورا بجماعات سيد الزوين لوداية وأولاد أدليم، وذلك عبر إحداث قنطرة على واد تانسيفت في المجرى الذي يفصل دوار غار الثور بلوداية ودواري السويكَية والشهيبات بأولاد أدليم.
وفي سياق نضالهم الميداني المرتبط بالقضايا الحقيقية لساكنة المنطقة، يقول فاعل سياسي، جعل نشطاء الإشتراكي الموحد بسيد الزوين مطلب انشاء القنطرة في مقدمة المطالب التي ترافعوا من أجل تحقيقها، حيث تمكنوا أوائل سنة 2007 من ايصال هذا المطلب إلى قبة البرلمان من خلال سؤال كتابي تقدم به أحمد السباعي النائب البرلماني عن المجموعة النيابية للحزب الإشتراكي الموحد دائرة بوعرفة إلى وزير التجهيز والنقل.