انطلقت أمس الأربعاء بالصويرة فعاليات النسخة الأولى لمهرجان السينما “استير وسلمى”، وذلك بحضور ثلة من الشخصيات المغربية والأجنبية من عوالم السينما والثقافة والفن.
ويقدم هذا المهرجان المستمر إلى غاية فاتح يونيو المقبل، المنظم من قبل جمعية الصويرة-موكادور، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل والمجلس الجماعي بالصويرة وجهة مراكش-آسفي، تحت شعار “المنفى والآخر”، لعشاق السينما مجموعة رائعة من الأفلام والوثائقيات التي تغوص في الديناميات المعقدة للهوية وأوجه غناها وصمودها أمام الشدائد.
وانطلقت فعاليات هذا الحدث السينمائي الجديد بافتتاح معرض بباب مراكش، بعنوان “رسامي الجوطية”، يعرض حوالي خمسين عملا فنيا من إنجاز فنانين محليين، يدعو الجمهور للانتقال من المنفى إلى إعادة نسج الروابط.
وبهذه المناسبة، أشاد المستشار الملكي الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة-موكادور، أندري أزولاي، في كلمة تلاها باسمه رئيس المجلس الجماعي للصويرة، طارق العثماني، بتنظيم هذا المولود الجديد الذي انضاف لقائمة مهرجانات الصويرة، مؤكدا على عمق موضوع “المنفى والآخر” الذي يتناغم بشكل خاص مع قيم التنوع والتعايش والتي هي في صلب الحداثة الصويرية.
وأشاد أزولاي، بالجهود المبذولة من الأطراف المعنية لتوفير جميع فرص النجاح لهذا المهرجان الطموح، مؤكدا أن هذا التظاهرة السينمائية الجديدة ستصبح إحدى أهم التظاهرات في المشهد الثقافي للمدينة.
من جانبه، أكد العثماني، على أهمية تيمة المهرجان لا تعكس فقط الانشغالات المعاصرة المتعلقة بالهجرة والهوية، وإنما تحتفي أيضا بالإرث التاريخي والفسيفساء الثقافية للصويرة.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن المهرجان يشكل منصة فريدة للحوار بين الثقافات والتعبير الفني، مما يعزز مكانة الصويرة كملتقى للثقافات والأفكار.
من جهتها، أوضحت المديرة الفنية للمهرجان، كاثرين بيكر، أن مشروع المهرجان، الذي انطلق قبل حوالي عامين، يركز بعمق على الديناميات الثقافية لمدينة الصويرة، حيث يمزج بين أشكال فنية مختلفة، مثل الرسم والسينما، مشيرة إلى أن مفهوم الرحيل والمنفى وتجاوز الحدود غالبا ما يدفع كل فرد إلى إعادة تعريف هويته بطرق إبداعية وملهمة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشارت بيكر، إلى أن مهرجان السينما “استير وسلمى” يطمح إلى أن يصبح منارة للأمل والابتكار الفني، حيث يتم الاحتفاء بالوحدة في التنوع ببراعة، مضيفة أن هذا الحدث السينمائي يهدف إلى “إعادة تخيل عالمنا، وتجاوز الحواجز، واحتضان الآخر كتعبير عن القوة الموحدة والغنية”.
وفي هذا السياق، أبرز ضيف الشرف للمهرجان، المخرج وكاتب السيناريو الدولي، شلومي إلكابيتز، أهمية مثل هذه المبادرات في تعزيز التفاعل بين الثقافات والحوار الفني.
وأعرب عن سعادته بالحضور في هذا المهرجان، مؤكدا أن مثل هذه التظاهرات تعد ضرورية لتسليط الضوء على القصص والأصوات المهمشة غالبا، وخلق فضاء يمكن فيه للفن أن يكون جسرا بين الثقافات والأديان والشعوب.
كما كان الحضور على موعد مع مشاهدة فيلم “خريف شايان” (جون فورد، 1963)، وهو عمل رائع يستكشف موضوعات المنفى والظلم من خلال قصة مؤثرة عن التهجير القسري لشعب شايان (الهنود الحمر في الولايات المتحدة).
ويتضمن برنامج المهرجان عرض أفلام روائية مثل “Tangos, l’Exil de Gardel”، (فرناندو إزكييل سولاناس، 1985)، “la graine et le mulet” (عبد اللطيف كشيش، 2007)، “غزية” (نبیل عیوش، 2017)، “Exils” (توني جاتليف، 2004)، “les étendues imaginaires” (يو سيو هوا، 2018)، “Prendre femme” (شلومي إلكابيتز، 2004)، “Exile” (ريثي بان، 2016)، “le procès de Viviane Amsalem” (شلومي إلكابيتز، 2017) و”أمريكا أمريكا” (إيليا كازان، 1963).
وبخصوص الأفلام الوثائقية، ستتاح لعشاق السينما فرصة اكتشاف “les échappées” (كاتيا جرجورة)، و”في عينيك، أرى بلدي” (كمال هشكار)، و “دفاتر سوداء 1” (شلومي إلكابيتز)، “دفاتر سوداء 2″ (شلومي إلكابيتز) و”quand deux fleuves se rencontrent” (غايل فاي).
وإلى جانب عرض الأفلام، يتخلل المهرجان أيضا معارض فنية رائعة، والعديد من الأنشطة الأخرى الهادفة إلى إغناء هذه التجربة السينمائية.
المراكشي/ و م ع
