أحمد بومعيز/ الصويرة
أعطيت يوم أمس الجمعة 26 أبريل الجاري الانطلاقة الفعلية لموسم زوايا رجراجة ” الدور ” والذي يعد من أقدم وأكبر المواسم بالمملكة، إذ يدوم 40 يوما، في مسار يتجاوز 450 كلمتر، يحط الرحال خلالها في 44 محطة احتفالية، بمختلف زوايا الطائفة الرجراجية بمناطق قبائل الشياظمة، وجزء من عبدة، وحاحا.
وتقول الرواية أن البداية كانت منذ زيارة سبعة رجال من الشياظمة للرسول صلى الله عليه وسلم بمكة بعد سماعهم بأخبار الدعوة ، وبعد مقامهم بمكة لمدة قصيرة، ورجوعهم إلى قبائلهم ،.سنوا موسم ” الدور” بداية فصل الربيع من كل سنة ،في سبيل الدعوة إلى الإسلام السني ،وصلة الرحم مع الأهل والأهالي ، وخلق حركة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية عبر مسار الدور . وبعد الخلافات التي واجهها الدور والمنتسبون إلى زوايا رجراجة خلال حكم المرابطين والموحدين ، عاد الموسم إلى موعده واستمراريته بعد وصول الدولة العلوية إلى حكم المغرب وتولي المولى إسماعيل.
وارتباطا بذات الموضوع ،وبخصوص موسم هذه السنة الذي أعطى انطلاقته عامل الإقليم عادل المالكي في وفد رسمي مرافق بزاوية سيدي محمد بن حميدة ،والذي تم هذه السنة تحت شعار ” زوايا رجراجة تثمن المبادرة الملكية لتعزيز المشترك الروحي لانخراط كلي في الاستراتيجية الأطلسية لدول الساحل ” ، فقد تميز حفل الافتتاح بحضور عدد من الفعاليات الثقافية والفكرية الوطنية ،وممثلي الزوايا الصوفية بالمغرب وبدول أفريقيا والساحل ،مما جعل من حفل الافتتاح هذا، لقاء ثقافيا وتراثيا نوعيا يندرج في سياق المقاربة المندمجة لاستثمار التراث اللامادي وتأهيله من أجل تنمية مستدامة محلية ووطنية،وأيضا لتفعيل الدبلوماسية الثقافية والدينية لما يخدم المصالح الاستراتيجية الوطنية.
وفي هذا الإطار ، وفي لقاء للجريدة مع عبد الصادق السعيدي ،رئيس الجماعة الترابية زاوية بن احميدة، ومنتسب إلى الزاوية الرجراجية، فقد أشار إلى الدور الثقافي والديني والتراثي الكبير الذي يمثله موسم رجراجة بالمنطقة وبالمغرب، وإمكانية اعتماد مقاربات مندمجة ، واستقطابات جديدة، وفسح مجالات مناسبة، للمشاركة الأكاديمية والثقافية والفكرية في هذا الموسم، والذي يعد من أهم المواعيد والمواسم الثقافية والتراثية بالإقليم والوطن.