احتفلت الطائفة اليهودية المغربية بالصويرة، في أجواء طبعها الود والتآخي، بعيد ميمونة، رمز التعايش بين اليهود والمسلمين بالمملكة.
وجرى هذا الحفل، الذي يعكس قيم المشاركة والعيش المشترك، التي تتميز بها مدينة الرياح، ونظمته جمعية ميمونة، وجمعية الصويرة – موكادور، والزاوية القادرية بالصويرة، في أجواء احتفالية ودافئة، تميزت بحضور، على الخصوص، مستشار صاحب الجلالة، والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، أندري أزولاي، وعامل الإقليم، عادل المالكي، ورؤساء المجالس الإقليمية والجماعية، بالإضافة إلى فاعلين من عوالم شتى.
وهكذا التئم الحاضرون، مسلمين ويهودا، أول أمس الخميس، داخل فضاء بيت الذاكرة، من أجل الاحتفال بهذا العيد اليهودي والمغربي الخالص من خلال تقاسم وجبات الطعام ولحظات الأخوة، مؤكدين مرة أخرى على التلاحم اليهودي – الإسلامي القوي في هذه المدينة العريقة، إضافة إلى تشبث الطائفة اليهودية في الصويرة بالتقاليد التي تميز المجتمع المغربي.
وشكلت الأمسية التي سلطت الضوء على العلاقة المنسجمة المحفوظة منذ قرون بالمملكة بين المسلمين واليهود، مناسبة للاحتفال بالثقافة اليهودية – المغربية على إيقاعات الموسيقى والأغاني التي تنهل من مؤلفات موسيقية أندلسية غنية، أدتها مجموعة ترأسها الموسيقي والمغني، هشام دينار، وموسيقى كناوة أدتها مجموعة من الصويرة.
وأوضحت مديرة التواصل بجمعية ميمونة، لعزيزة دليل، في تصريح لـ (M 24)، القناة الاخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا العيد يأتي إيذانا بانتهاء عيد الفصح اليهودي، مضيفة أن هذا العيد يرمز إلى التعايش بين اليهود والمسلمين.
وأشارت إلى أن المنظمين حرصوا على الاحتفال بهذا المهرجان في أصالته من خلال تضمين البرنامج جزء مخصص لتذوق الطعام في الشارع للسماح لسكان الصويرة وزوارها بمشاركة هذه اللحظات الاستثنائية.
من جانبه، أكد هشام دينار، مقدم الزاوية القادرية بالصويرة، أن المنظمين قرروا، نظرا لتزامن هذا العيد هذا العام مع شهر رمضان المبارك، تنظيم إفطار جماعي في الزاوية للسنة الثانية على التوالي، حول مائدة الإفطار لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث (المسلمون والمسيحيون واليهود).
وأبرز دينار الدلالة الكبيرة وتقاليد الاحتفال بعيد ميمونة، لافتا إلى أن هذا الإفطار يعد فرصة لأتباع الديانات الأخرى لاكتشاف الأطباق التي يتم مشاركتها في المنزل، مثل الأطباق التي تؤثث موائد الإفطار وتساهم في تكريس قيم المشاركة والتعايش والعيش المشترك التي تشكل هوية المجتمع المغربي.
وفضلا عن هذه الأمسية المتميزة والإفطار الجماعي، تضمن الاحتفال بهذا العيد أيضا زيارة إلى المواقع اليهودية في المدينة العتيقة (القصبة اليهودية ودار ستيلا كاركوس وساحة الساعة وساحة مولاي الحسن والكنيسة البرتغالية ودار آل بيليشا والحي العربي الإسلامي والملاح وكنيس حاييم بينتو).