سلط مشاركون في جلسة نقاش، عُقدت اليوم الأربعاء بابن جرير في إطار الدورة الثانية لليوم الوطني للصناعة، الضوء على الرهانات الصناعية والتكنولوجية الجديدة الرامية إلى تعزيز مكانة المغرب في سلاسل القيمة العالمية.
وقد شكلت هذه الجلسة مناسبة للمدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، علي صديقي، للتأكيد على أن المهن المستقبلية للصناعة المغربية ترتبط بشكل خاص بالسيادة الصحية، والطاقية، والرقمية.
وذكر بالمكانة التي تحتلها المملكة في قطاعي السيارات والطيران، مبرزا أنه بفضل رؤية الملك محمد السادس تم خلق الظروف المواتية لبروز هذين القطاعين.
كما شدد صديقي على أهمية الانتقال الطاقي، مستشهدا بمشروع “Gigafactory” الذي يضع المغرب في طليعة التنقل الكهربائي، موضحا أن هذا المشروع سيساهم ليس فقط في تعزيز منظومة صناعة السيارات بالمملكة، بل سيمكن أيضا من تحقيق الاندماج الكامل في سلسلة قيمة الطاقات المتجددة، خصوصًا من خلال بطاريات تخزين الطاقة الثابتة.
وقال المدير العام للوكالة: “إننا نقع عند تقاطع العديد من الصناعات، وتُتيح كل حلقة في سلسلة قيمة البطاريات فرصًا على المغرب اغتنامها”، مشيرًا إلى أن الانتقال الطاقي وتطوير الصناعة الوطنية عنصران مترابطان.
من جانبه، أكد المدير العام لـ “طنجة المتوسط المناطق”، على أهمية المنطقة الصناعية والمينائية لطنجة المتوسط في دمج المغرب في سلاسل القيمة العالمية.
وأورد بنيس بأن “طنجة المتوسط ساهمت في استقطاب استثمارات ذات قيمة مضافة عالية، وجذب شركات متعددة الجنسيات وفاعلين في صناعة السيارات”، مبرزًا أن المنطقة، التي تضم أكثر من 1300 شركة متعددة الجنسيات وتتمتع باتصال بـ180 وجهة عالمية، تضطلع بدور حاسم في تعزيز تنافسية الصناعة المغربية.
وبحسب بنيس فإن الغاية تتمثل في اندماج هذه السلاسل والارتقاء النوعي نحو أنشطة أكثر تعقيدًا.
علاوة على ذلك، شدد على أهمية السنتين المقبلتين باعتبارهما “حاسمتين” لترسيخ مكانة المملكة باعتبارها فاعلا اقتصاديا عالميا.
وبدوره، أشار رئيس فدرالية الصناعات الخشبية وفنون التصميم والتغليف، منير الباري، إلى الدور الاستراتيجي للتغليف في مواكبة السياسات الصناعية المغربية، مؤكدا أن “التغليف يشمل عمليًا جميع المنتجات المصنعة وإننا نواكب معظم البرامج الوطنية للتنمية الصناعية”.
وفي هذا الصدد، تابع أن للتغليف دور هام في دعم الصادرات المغربية، وعلى سبيل المثال أشار إلى إنتاج 200 مليون وحدة تغليف منتجات تصدير الفواكه والخضروات، مبرزا جهود الابتكار التي يعرفها القطاع من خلال أبحاث مستمرة ترمي إلى تقليل وزن التغليف مع الحفاظ على خصائصه الميكانيكية.
وخلص إلى أن السوق المغربية تتوفر على صناعة الورق المقوى (كرتون) ناضجة تستجيب لاحتياجات كافة الصناعات، الأمر الذي يضمن جودة المنتجات المغربية في الأسواق الدولية.