أربيب يعتبر إدانة مصورة فيديو الولادة في العراء “حكما قاسيا” ويدعو لمحاكمة مسؤولي الصحة
اعتبر عمر أربيب رئيس فرع المنارة مراكش للجمعية المغربية لحقوق الانسان الحكم الصادر بحق السيدة “ف، ا” التي تم اعتقالها على خلفية تصوير فيديو لحامل وهي تضع مولودها بجانب دار الولادة بسيد الزوين، (اعتبره) قاسيا ومجانبا لقواعد العدل والإنصاف.
وقال أربيب في تصريح لصحيفة “المراكشي”، إن النيابة العامة كان عليها أن تفتح تحقيقا حول الشريط وحول الواقعة وترتيب الآثار القانونية عن غياب الحق في الصحة، والاستهتار بالحق في الحياة للنساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة، وطالب بمراجعة الحكم فورا من طرف محكمة الاستئناف والحكم ببراءة السيدة المعتقلة تعسفيا.
واعتبر الناشط الحقوقي ما قامت به السيدة (ف.ح) فضح للفساد والواقع الكارثي للمستوصف ودار الولادة ومعاناة ساكنة سيد الزوين، مضيفا بأنه كان على النيابة العامة حماية هذه السيدة باعتبارها مبلغة عن الفساد وغياب المسؤولية، وتركيز البحث والتقصي والمساءلة عن من أخلوا بواجباتهم اتجاه المواطنات والمواطنين ومحاكمتهم وفي مقدمتهم وزارة الصحة.
وكانت الغرفة الجنحية التلبسية لدى المحكمة الإبتدائية بمراكش، أسدلت في جلستها ليوم الأربعاء 25 أكتوبر الجاري، في ثاني جلسة لها الستار على ملف السيدة “ف، ا” التي تم اعتقالها على خليفة تصوير فيديو للفتاة القاصر وهي تضع مولودها بجانب دار الولادة بسيد الزوين، وذلك بإدانتها بشهرين حبسا نافذا وغرامة نافذة قدرها ألفي درهم، بعد متابعتها في حالة اعتقال من أجل “بث وتوزيع تركيبة متكونة من أقوال شخص وصوره دون موافقته في حق قاصر”.
وفي سياق متصل، أحالت عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي سيد الزوين، يوم الأربعاء 25 أكتوبر الجاري، شابا عشرينيا على النيابة العامة لدى محكمة الإستئناف بمراكش، للإشتباه بتورطه في جناية الإغتصاب الناتج عنه افتضاض بكارتها قاصر والتسبب في حملها.
وأوضحت مصادر الصحيفة ، أن المتهم البالغ من العمر 23 عاما والذي ينحدر من تسلطانت بالضاحية الجنوبية لمراكش، تم ايقافه على خلفية البحث الذي باشرته عناصر الدرك الملكي مع القاصر بعد أن وضعت الأخيرة مولودها في العراء بجنبات قاعة الولادة بالمركز الصحي سيد الزوين، حيث اعترفت القاصر التي تنحدر من جماعة تفاسكا بإقليم الحوز بكون مولودها ناتج عن علاقة غير شرعية مع الشاب الذي غرر بها قبل أن يغتصبها بعد استدراجها إلى أحضانه.
وتضيف ذات المصادر، أن القاصر آثرت مغادرة بيت أسرتها بعد علمها بحملها وتوجهت نحو جماعة سيد الزوين، حيث تم إيوائها من طرف سيدة ببيتها إلى أن حان وقت وضعها فتوجهت إلى المركز الصحي، غير أنها إضطرت في غياب المولدة إلى انجاب مولودها في العراء وهي الواقعة التي تم افتضاحها بعد توثيقها من طرف سيدة بواسطة هاتف نقال.
وكانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش، طالبت بفتح تحقيق في حادث إنجاب السيدة الحامل لمولودها بجنبات قاعة الولادة للمركز الصحي بجماعة سيد الزوين بسبب غياب مولدة.
ويعكس الحادث وفق بيان للجمعية الحقوقية الحالة الكارثية للمركز الصحي بسيد الزوين، وما وصل اليه الأخير من انعدام أبسط الشروط لتقديم الحق في العلاج والتطبيب، من نقص في الأطر والتجهيزات الطبية، وغياب المداومة الليلية، حيث شهد المركز خلال السنوات القليلة الماضية حالات وفيات أمام أبوابه الموصدة.
وأدان فرع الجمعية بشدة تشدق الدولة بضمان الحماية الإجتماعية، مستنكرا عدم ضمان الحق في الأمومة والمراقبة الطبية أثناء الوضع وما ينتج عنها من وفيات للنساء أو الأطفال أثناء الولادة، مستهجنا استمرار اهمال وضعية المركز الصحي بسيد الزوين رغم الوقفات الاحتجاجية المتكررة وعشرات المراسلات للجهات المسؤولة.
وجدد رفاق عزيز غالي مطلبهم القاضي بتوفير المداومة الليلية بالمركز الصحي وتزويده بالتجهيزات الطبية الضرورية، وكذا توفير شروط الأمن للعاملين بالمركز أثناء الفترة الليلية، والإسراع بإخراج المستشفى المعلن عنه منذ سنوات دون انجازه والذي خصصت له اعتمادات مالية حسب ما هو معلن في قانون المالية السابق.