استفادت حوالي 42 تعاونية بإقليم الصويرة من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال مرحلتها الثالثة (2019-2023)، بمبلغ إجمالي يقدر بـ 24,16 مليون درهم.
وتم الإعلان عن هذه الحصيلة خلال حفل أقامته عمالة إقليم الصويرة، امس الجمعة، بمركب الصناعة التقليدية المندمج “أركانة” بمدينة الرياح، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتعاونيات.
وشكل هذا اللقاء التواصلي، الذي حضره على الخصوص ممثلو القطاعات الحكومية والمؤسسات الوطنية ذات الصلة والمنتخبين المحليين وشركاء المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتعاونيات المستفيدة، فرصة لتسليط الضوء على جهود وإنجازات المبادرة في ما يتعلق بدعم ومواكبة هذه البنيات التي تضطلع بدور مهم في تنشيط النسيج الاقتصادي بهذا الجزء من التراب الوطني.
وبهذه المناسبة، قالت نسيمة الوردي، رئيسة مصلحة تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الصويرة، إن أكثر من 840 شخصا من 45 جماعة، استفادوا من مشاريع الدعم التي شملت عدة مجالات أبرزها الفلاحة والصناعة التقليدية والطرز والصيد البحري والسياحة.
وقدمت الوردي، في هذا الصدد، عرضا حول منجزات البرنامج الثالث من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على المستوى الإقليمي، لاسيما المحور المتعلق بدعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مشيرة إلى أن المبادرة خلال الفترة 2019-2023 أبرمت عدة شراكات استراتيجية تتعلق بمواكبة التعاونيات المحلية في تحسين وترويج المنتوجات المحلية وخلق آفاق تجارية جديدة.
وأشارت الوردي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن الدعم المالي المقدم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مكن التعاونيات من تعزيز طاقتها الإنتاجية وتحسين جودة منتوجاتها، ما مكن من تحسين الظروف المعيشية لأعضائها والمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للإقليم.
من جانبه، قدم عمر بن حجيب، مسؤول بالمندوبية الجهوية لمكتب تنمية التعاون لمراكش آسفي، عرضا حول عمل المكتب لفائدة التعاونيات بالإقليم، مبرزا مختلف الإجراءات المتخذة لتعزيز عملها وتنظيما، لا سيما من خلال برامج التكوبن المستمر والتوجيه والمساعدة التقنية.
وفي هذا السياق، تطرق لبرنامج “مرافقة”، الذي ينفذه مكتب تنمية التعاون، وهو مبادرة تروم تعزيز القدرات التقنية والإدارية للتعاونيات حديثة التأسيس.
علاوة على ذلك، شكل هذا الحفل فرصة لاكتشاف العديد من التعاونيات في الإقليم، والتي عرضت منتوجاتها المتنوعة، وهو ما يوضح غنى ودينامية الاقتصاد المحلي.
وأتاحت أروقة المعرض للزوار اكتشاف جودة وأصالة المنتوجات المحلية عن قرب، في الصناعة التقليدية والفلاحة، بما في ذلك المنتوجات الغذائية والإبداعات الفنية.
وبهذه المناسبة، أعربت زهرة أفونوس، مديرة تعاونية “لمسة صويرية” المتخصصة في الطرز التقليدي، لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن امتنانها للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على دعمها القيم، مضيفة أنه بفضل ذلك تمكنت التعاونية من تحديث معداتها وتحسين جودة منتوجاتها وتقوية مهارات أعضائها.
الأمر ذاته بالنسبة للحسن بيغربان، مدير تعاونية “أركانيوم” الواقعة بالجماعة القروية سيدي حماد أو حامد، الذي قال إن دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سمح للتعاونية بتحسين عمليات الإنتاج، وتحسين جودة منتوجاتها المعدة بالأركان، فضلا عن تنويع عروضها التي امتدت لتشمل مستحضرات التجميل والزيوت الأساسية.
من جانبها، أعربت آية شكان، ممثلة تعاونية “ستيفيا موكادور” المتخصصة في النباتات العطرية، عن شكرها للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على التزامها من أجل الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، موضحة أنه بفضل هذا الدعم تمكنت التعاونية من تطوير تقنيات فلاحية جديدة لتحسين جودة منتوجاتها، ولا سيما ارتباطا بنبتة ستيفيا التي لها ميزات عطرية وطبية مهمة.
يشار إلى أن هذا اليوم التواصلي، الذي نظم تحت شعار “التعاونيات تبني مستقبلا أفضلا للجميع”، شكل فرصة لتجديد تأكيد التزام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وشركائها بتعزيز التعاونيات باعتبارها فاعلا رئيسيا في التنمية المستدامة على مستوى إقليم الصويرة.