عقدت اللجنة الإقليمية لتنمية سلسلة الأركان بإقليم الصويرة، أمس الخميس بمدينة الرياح، اجتماع عمل تم خلاله تسليط الضوء على التدابير الهادفة إلى ضمان تنمية مستدامة لهذه السلسلة.
وشكل هذا الاجتماع الحادي عشر للجنة، الذي ترأسه عامل إقليم الصويرة عادل المالكي بحضور على الخصوص، مختلف الفاعلين والمتدخلين، مناسبة لاستعراض الجهود المبذولة من قبل مختلف الأطراف المعنية للنهوض بسلسلة الأركان وتحقيق منافع لذوي الحقوق وكذا النساء القرويات بالإقليم اللواتي ينشطن في هذا المجال.
كما شكل الاجتماع فرصة لإبراز طموحات وأهداف مخطط تنمية سلسلة الأركان في أفق 2030، في إطار الاستراتيجية الجديدة “الجيل الأخضر” على مستوى الإقليم، واستكشاف آفاق ضمان استدامة هذا المورد الطبيعي المهم بالنسبة للاقتصاد بالمنطقة.
وأكد عامل الإقليم في كلمة بالمناسبة، على الأهمية الاستراتيجية لشجر الأركان في الاقتصاد المحلي والوطني، مبرزا المزايا السوسيو اقتصادية المتعددة التي يتيحها للساكنة القروية بإقليم الصويرة.
كما شدد على ضرورة اعتماد مقاربة شمولية لتحقيق تنمية مستدامة لهذه السلسلة، تدمج حماية البيئة وتعزيز قدرات التعاونيات والفاعلين المحليين وكذا النهوض بالممارسات الفلاحية التي تراعي التقاليد العريقة والتنوع البيولوجي بالمنطقة.
وأشاد المالكي، بالجهود المبذولة منذ الاجتماع الأول للجنة بغية ترجمة مبادرات على الميدان يكون لها تأثير إيجابي على الساكنة المحلية، معربا عن تفاؤله بشأن الآفاق المستقبلية لتنمية هذا المنتوج الأصيل.
إثر ذلك تابع الحضور عرضا مفصلا قدمه رئيس قسم الشؤون القروية والبيئة بعمالة إقليم الصويرة، خالد شفيق، تمحور حول أهم البرامج القطاعية المخصصة لتنمية سلسلة الأركان بالإقليم.
واستعرض المنجزات المحققة على مستوى سلسلة الأركان بالإقليم من قبل مختلف المتدخلين، ولاسيما الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، والمديرية الإقليمية للفلاحة، والمديرية الإقليمية للوكالة الوطنية للمياه والغابات وكذا المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
من جهته، أبرز رئيس قسم بالوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان بالصويرة، عبد اللطيف معيط، أن فترة “الأكدال” المرتبطة بالراحة البيولوجية لشجر الأركان يتوقع أن تبدأ هذه السنة من 10 ماي إلى 22 غشت.
وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “هذه الفترة قابلة للتمديد إذا لزم الأمر ذلك، من أجل ضمان نضج فاكهة الأركان للموسم الحالي والحفاظ على زهرة ثمرة الأركان للموسم الموالي”.
من جهة أخرى، قدم معيط، نتائج دراسة أنجزتها المديرية الإقليمية للفلاحة ركزت بالأساس على طرق إنتاج وتسويق زيت الأركان من قبل التعاونيات المحلية.
وأوضح أن هذا التشخيص الذي تم إجراؤه على مئات التعاونيات من مختلف الجماعات القروية بالإقليم، يدرس الاشكاليات والنواقص وكذا فرص تنمية قطاع زراعة شجر الأركان، مشددا استنادا إلى معطيات، على التجربة “النموذجية” للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان في مجال زراعة هذه الأشجار.
وأشار في هذا الصدد، إلى مشروع زراعة حوالي 3 آلاف هكتار من شجر الأركان خارج المدار الغابوي، معتبرا أن “هذه المبادرة غير المسبوقة تستخدم أراضي الخواص كما هو الشأن بالنسبة لسلاسل أخرى كالزيتون والخروب، لزراعة هذه الشجرة العريقة”.
من جهة أخرى، تطرق مهنيو القطاع وذوو الحقوق لتحديات وفرص تنمية سلسلة الأركان وخاصة فيما يتعلق بتسويق وتثمين المنتوجات المستخرجة من الأركان والحفاظ على الخبرة الأصيلة.
وخلص هذا الاجتماع الذي عرف أيضا، حضور رؤساء المصالح الخارجية المعنية ومنتخبين محليين، إلى التأكيد على الالتزام المتجدد لجميع الفاعلين الحاضرين لمواصلة جهودهم التشاركية بهدف ضمان مستقبل مستدام لهذه السلسلة الواعدة بإقليم الصويرة.
المراكشي/ و م ع