تم الإحتفال باليوم العالمي للمرأة بشكل مميز، أمس الأربعاء بجماعة انزالت لعظم بإقليم الرحامنة، وهي فرصة لتسليط الضوء على الانخراط الفعلي والجهود التي تبذلها المرأة المحلية لصالح التنمية في المنطقة.
وهكذا، نظمت تظاهرة تحت شعار “مناهضة العنف ضد النساء بين الواقع المعيش والجهود: حصيلة ما بعد إعلان مراكش كنموذج”، في مركز “دار القرب”، بمبادرة من الاتحاد الوطني لنساء المغرب، فرع الرحامنة، بالشراكة مع عمال إقليم الرحامنة، مع العديد من الأنشطة الغنية والمتنوعة.
وأبرز عامل الإقليم، عزيز بوينيان، في كلمة تليت نيابة عنه، بهذه المناسبة، مختلف المراحل التي قطعتها المملكة، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، في سبيل النهوض بمكانة المرأة داخل المجتمع، وتأهيلها والانتقال بها إلى أدوار الريادة.
وأشاد، في السياق نفسه ، بالدور المهم الذي يلعبه الاتحاد الوطني لنساء المغرب، تحت رئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للامريم، في مجال مناهضة العنف ضد النساء، وتشجيع المبادرات النسائية الرائدة في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني قصد تقليص التفاوتات وتحقيق النمو المتوازن والمستدام، وتوفير البرامج التكوينية والمهنية للنساء والشباب.
وأشار عامل الإقليم إلى نجاح مشروع دار القرب بانزالت لعظم، الذي أنجز سنة 2018 بشراكة مع بريد المغرب والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمرصد الوطني لحقوق الطفل، مبرزا أن هذه التجربة تعد نموذجية وآلية قريبة من المواطنين تبتغي تعزيز الإدماج والإنصات الاجتماعي وتطوير نظم الرعاية والحماية الاجتماعية للنساء والأطفال.
وعبر عن شكره لكافة الشركاء الذين يعملون في مسار النهوض بوضعية المرأة ومناهضة العنف ضد النساء وتكريس مبدأ المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات، مضيفا أن الجهود التي تقوم بها المملكة تبعث على التفاؤل بمستقبل أكثر إشراقا لنساء المغرب.
من جهتها، أشارت رئيسة الاتحاد الوطني لنساء المغرب فرع الرحامنة، رحمة الرقيق، إلى رمزية يوم 8 مارس، مع التركيز بشكل مفصل على الإنجازات الكبيرة التي حققها المغرب في مجال النهوض بأوضاع المرأة في جميع أنحاء التراب الوطني، بفضل الرؤية الحكيمة والمستنيرة للملك محمد السادس، مشيدة بالعمل النوعي الذي أنجز لصالح المرأة، من قبل الجمعيات الجهوية التابعة للاتحاد الوطني لنساء المغرب في كل من الوسط القروي وشبه الحضري.
وقدمت في نفس السياق لمحة عامة عن مركز “دار القرب” الذي يستقبل أزيد من 80 امرأة سنويا من انزالت لعضم والجماعات المجاورة، ويستهدف بالخصوص الأشخاص في وضعية هشاشة بالعالم القروي وشبه الحضري، من أجل الاستفادة من الخدمات الأساسية ذات الطابع الاجتماعي والطبي والتربوي والقضائي عند الاقتضاء، مبرزة أن الهدف هو تشجيع وتفعيل المشاركة المواطنة من خلال تمكين النساء والشباب من المساهمة الفردية والجماعية في الحياة العامة.
وسلطت الضوء على الجهود التي تبذل على المستوى الوطني وكذا على المستوى الإقليمي من أجل مناهضة كل أشكال العنف ضد المرأة، حسب مقاربة تعزز الادماج والعدالة الاجتماعية وتعزيز وضمان حياة كريمة لجميع المواطنين والمواطنات.
من جانبهم، استعرض باقي المتدخلين، كافة الإجراءات التي اتخذتها المملكة على المستوى القانوني والمؤسساتي والسياسات العمومية بهدف تحسين وضعية المرأة وتعزيز مكانتها في المجتمع، مبرزين أن هناك تحديات يتعين رفعها في هذا المجال، ونو ما يتطلب تضافر جهود الجميع.
وكان الحضور على موعد مع متابعة شريط مؤسساتي يسلط الضوء على تاريخ الاتحاد الوطني لنساء المغرب، ومهامه وأدواره الرئيسية في تعزيز مكانة المرأة المغربية على جميع المستويات، ومبادراته لصالح ترسيخ حقوق المرأة.
وبعد ذلك، تم منح شهادات التأهيل لعدد من خريجات مركز “دار القرب” في انزالت لعظم، اللواتي استفدن من تكوين مهني في مجالات “الحلاقة” و “الطبخ” و “الخياطة والأزياء”.
كما كان هذا الحفل فرصة لتزويد حوالي 17 امرأة “وسيطات جماعاتيات” بمعدات طبية تمكنهن من مواكبة ومتابعة أفضل للنساء الحوامل.
وتمثلت إحدى اللحظات القوية خلال هذا اليوم في تسليم مفاتيح سيارة إسعاف لـ “دار القرب” في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بالإضافة إلى تكريم بعض النساء نظير الخدمات التي تقدمنها لساكنة جماعة انزالت لعظم.