ورشة تفاعلية لتقديم أدوات العمل التي سيتم اعتمادها خلال الإستشارات الجهوية مع الأطفال
نظمت اللجنة الجهوية لحقوق الانسان لمراكش – آسفي، الخميس، بالمدينة الحمراء، ورشة تفاعلية مع الفاعلين المؤسساتيين والمدنيين، وذلك بهدف التحسيس بأهمية المشاركة وتقديم أدوات العمل التي سيتم اعتمادها خلال الاستشارات الجهوية مع الأطفال.
وتروم هذه الاستشارة، في محطتها الرابعة التي ستعرف مشاركة حوالي 35 طفلا وطفلة تتراوح أعمارهم بين 12 و17 سنة يمثلون مختلف أقاليم الجهة، تجميع آراء الأطفال والاطلاع على انتظاراتهم في ما يتعلق بحماية حقوقهم والنهوض بها، وكذا منحهم فرصة للتعبير عن مدى ولوجهم لمختلف حقوقهم، حسب ما تنص عليه اتفاقية حقوق الطفل، وذلك من خلال محاور السياسات العمومية (الصحة، التعليم، العدل…)، والحماية (الخدمات، هيئات الحماية والتظلم)، والولوج للمعلومة والمشاركة، والتي انضاف اليها بالنسبة لهذه الجهة محور العنف الجنسي.
كما تهدف الاستشارة إلى تفعيل ومأسسة “مبدأ المشاركة”، الذي يعد أحد المبادئ الأساسية لـ “اتفاقية حقوق الطفل”، في أفق إعداد تقرير خاص يهم إعمال اتفاقية حقوق الطفل وفق المعايير الدولية لمشاركة الأطفال، والذي سيتم توجيهه للجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل بالموازاة مع التقرير الوطني.
وفي هذا السياق، أكد رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان مراكش – آسفي، مصطفى لعريصة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء وقناتها الإخبارية (M24)، أن هذه اللقاءات، التي تعد تجربة رائدة على المستوى الإقليمي إفريقيا وعربيا، تروم الاستماع للأطفال بتنوعهم واختلافهم البيئي والاجتماعي والحقوقي.
وفي معرض تذكيره بأن المجتمع الحقوقي المغربي اهتم، منذ عقود، بقضايا الطفولة سواء في ما يتعلق بالمجتمع المدني أو المؤسسات الحكومية أو غير الحكومية المكلفة بالشأن الحقوقي، أشار السيد لعريصة إلى أن هذه العملية همّت، لأول مرة في تاريخ المغرب، إدراج الأطفال في سلسلة من المشاورات ليعبروا بشكل مباشر عن القضايا التي تهم مصيرهم وحياتهم وانتظاراتهم.
وقال “نحن أمام تجربة رائدة وفضلى يجب الأخذ بتوصياتها والعمل أيضا على تعميمها على المستوى الإقليمي ولما لا الدولي”، مشيرا إلى أن الطفل لم يعد موضوعا بل أصبح مصدر للاقتراحات.
وتميزت أشغال هذه الورشة التفاعلية، التي شارك فيها ممثلو عدة هيئات من بينها التعاون الوطني والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ومركز حماية الطفولة ووزارة الشباب والتواصل وممثلي المجتمع المدني، بعرض لرئيس قسم الطفولة بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، خالد الحنفيوي، حول الدليل التوجيهي لقيادة الاستشارة.
وأوضح الحنفيوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء وقناتها الإخبارية (M24)، أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان يروم، من خلال تنظيم اللقاءات التشاورية مع الأطفال، إعطاء الكلمة للأطفال والاستماع إليهم لتفعيل مبدأ المشاركة من أجل إعداد تقرير سيتم رفعه إلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل.
وأضاف أن هذه اللقاءات التشاورية تروم الاستماع والاشتغال مع الأطفال وفق الاستراتيجية الجديدة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان.
وبهذه المناسبة، سيتم، يوم 28 أبريل الجاري بالثانوية التأهيلية الحسن الثاني بمراكش، تنظيم هذه الاستشارات الجهوية، التي سيراعى من خلالها ضمان مشاركة الأطفال بجميع فئاتهم ذكورا وإناثا، ومن الوسطين القروي والحضري، وكذا إشراك الأطفال في وضعية إعاقة، والأطفال في وضعية صعبة وهشة، وأطفال أجانب وغيرهم.
المراكشي/ و م ع