نظمت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، اليوم الاثنين بمتحف محمد السادس لحضارة الماء بمراكش، فعالية بعنوان “مراكش مدينة مستدامة” لفائدة أزيد من 600 تلميذة وتلميذ منحدرين من مناطق إقليم الحوز المتضررة من الزلزال المتواجدين بمؤسسات الإيواء بالمدينة الحمراء.
وتشمل هذه الفعالية، المقامة بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومركز التوسط في العلوم التابع لجامعة محمد الخامس، على مدى يومين، ورشات عمل تهدف إلى مساعدة هؤلاء التلاميذ على تخطي الأزمة النفسية للكارثة والانخراط بإيجابية في خلق بيئة آمنة تعليمية وترفيهية حيث يمكنهم الشعور بالحياة الطبيعية والاستقرار مع دمج عناصر التعليم من أجل التنمية المستدامة.
وقال أيمن الشرقاوي، مدير مركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة الذراع الأكاديمي لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، في كلمة بالمناسبة، إن هذا النشاط يكتسي أهمية بالنظر لكونه يتيح إمكانية تبادل الأفكار حول مختلف المواضيع ذات الصلة بالبيئة والاستدامة والابتكار.
وأشار من جهة أخرى، إلى الأهمية الخاصة التي توليها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة لمدينة مراكش من خلال برنامج تنمية واحة النخيل بالمدينة الحمراء والذي يضطلع فيه مرصد واحة النخيل بمراكش بدور مهم.
كما استعرض بعضا من الأنشطة التي تقوم بها المؤسسة من بينها على الخصوص، القيام مع الشركاء بالأنشطة المتعلقة بتغير المناخ، وأخرى مرتبطة بالسياحة المستدامة إضافة الى إجراءات التنقل المستدام المنجزة بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة وجامعة القاضي عياض.
من جهته، قال ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالمغرب، كرم أمزيل، إن هذا النشاط يتناسب مع الأولويات الاستراتيجية لخطة عمل البرنامج الأممي بالمغرب للفترة 2023-2027 والذي يهدف إلى دعم انتقال المملكة نحو نموذج تنموي مستدام متكامل وشامل وقادر على الصمود في مواجهة التغيرات المناخية والأزمات الدولية، مؤكدا على أن هذا الانتقال لا يمكن تحقيقه إلا من خلال برامج ومشاريع مستدامة تضع التعليم وتربية الناشئة في عمق استراتيجيتها.
وأضاف أن هذه المبادرة تشكل فرصة للوقوف على أهمية التأطير والتربية البيئية للناشئة فيما يخص الارتقاء بالحياة المدرسية من جهة، وفي بناء المواطنة البيئية من جهة أخرى، ونشر ثقافة التنمية المستدامة في صفوف التلميذات والتلاميذ المستفيدين وتلقينهم مبادئ وقيم المواطنة البيئية.
وأضاف أن هذه الفعالية تندرج في إطار مشروع “مراكش المدينة المستدامة” الذي تنفذه وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والهادف من خلال أحد محاوره إلى مواكبة مجموعة من المدراس العمومية بالمدينة الحمراء قصد الرفع من استدامتها وتوفير بيئة سليمة للمتمدرسين من خلال مجموعة من التدخلات تهم بالأساس النجاعة الطاقية والتدبير المعقلن للموارد المائية والتدبير المستدام للنفايات وتطوير المساحات الخضراء المدرسية.
من جانبه، أشار مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش آسفي، أحمد كريمي، إلى أن هذا النشاط يأتي في سياق العناية المولوية السامية للملك محمد السادس بالتلميذات والتلاميذ القادمين من المناطق المتضررة من الزلزال، وفي إطار الأهداف المسطرة من قبل مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة لاسيما الجوانب المتعلقة بالتحسيس والتعريف بكل ما هو بيئي من مدن مستدامة وأوراش تربوية تكوينية.
وأضاف أن الهدف من هذه الورشات هو تكوين التلميذات والتلاميذ على مستوى مقاربات متجددة من قبيل الاشتغال على الروبوتيك وطرق التنشيط، وحول مواضيع بيئية ومعالجة الإشكاليات البيئية.
من جهتها، أوضحت مريم خضري، المسؤولة عن برامج التربية لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المبادرة تأتي ضمن ديناميات التحول البيئي لمدينة مراكش، حيث تهدف إلى تقديم الدعم لأكثر من 600 تلميذ وتلميذة بالثانويات الإعدادية التأهيلية التي تأثرت جراء زلزال الحوز، ون قلوا على إثره إلى مراكز استقبال بمدينة مراكش.
وأضافت أنه من خلال هذه الأنشطة تهدف مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة وشركاؤها إلى تسهيل وتقريب مفاهيم التربية على التنمية المستدامة، مما يساهم في زيادة الوعي لدى الشباب بشأن القضايا البيئية الهامة، مشيرة إلى أن هذه الأنشطة تنظم في أجواء تعزز التعبير الإيجابي، بهدف استعادة الشعور بالاستقرار لدى الفئة المستفيدة من الأنشطة.
وسيستفيد المشاركون الشباب ومؤطريهم من سلسلة من ورشات عمل، تتيح لهم فهما مفصلا لبرنامجي “الصحفيون الشباب من أجل البيئة” و”حماية وتنمية واحة نخيل مراكش” التي تشرف عليها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بالإضافة إلى برنامج “مراكش مدينة مستدامة” الذي يشرف عليه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
كما سيستفيد التلاميذ والتلميذات من ورشات متنوعة حول الروبوتات والواقع الافتراضي بإشراف خبراء ومختصين في المجال، فضلا عن أنشطة ترفيهية وزيارة لاكتشاف متحف محمد السادس لحضارة الماء بمراكش.
المراكشي/ و م ع