أشاد الأمين العام للجنة الدولية للطب العسكري، الفريق أول، بيير نيرانكس، أمس الأربعاء بمراكش، بتدبير المغرب الناجع للآثار المترتبة عن زلزال الحوز.
وقال نيرانكس، خلال افتتاح أشغال الدورة السادسة للمؤتمر الإقليمي العربي والدورة السادسة للمؤتمر الإقليمي المغاربي للطب العسكري، “نحن معجبون بتفانيكم وتدخلاتكم خلال تدبير هذه الكارثة التي أودت بحياة عدد من الضحايا وخلفت العديد من الجرحى”.
وعبر عن امتنانه باسم المنتظم الطبي العسكري الدولي واللجنة الدولية للطب العسكري، للملك محمد السادس وللقوات المسلحة الملكية، لتنظيم هذا المؤتمر الإقليمي العربي والمغاربي تحت إشراف اللجنة الدولية للطب العسكري.
وذكر بأن البلدان الأعضاء في اللجنة الدولية للطب العسكري كانوا قد وقفوا، خلال اجتماعهم في إطار المؤتمر الإقليمي الإفريقي بمصر، دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا زلزال الحوز والفيضانات المدمرة التي شهدتها ليبيا.
من جهة أخرى، أكد نيرانكس أن العالم يعاني في جميع القارات تقريبا من زيادة الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة والأعمال الإرهابية، مع ما يترتب عن ذلك من ضحايا مدنيين وعسكريين وأشخاص نازحين.
وأضاف في هذا الصدد “في مواجهة ارتفاع عدد المرضى والجرحى، يتعين علينا مواصلة مهمتنا في تبادل المعارف من أجل تحسين جودة العلاجات المقدمة لكافة الضحايا، بغض النظر عن انتمائهم أو وضعهم أو قناعاتهم”.
وتابع أنه بالموازاة مع التبادلات العلمية على مدى أزيد من قرن، تلتزم اللجنة الدولية للطب العسكري بتعزيز احترام وتطبيق القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف والبروتوكولات الملحقة بها، من خلال تنظيم مؤتمرات وتكوينات في مجال قانون النزاعات المسلحة، مؤكدا على ضرورة اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتعزيز الوقاية والتثقيف في هذا المجال.
وعبر الأمين العام للجنة الدولية للطب العسكري عن ” الاستعداد لمساعدة أولئك الذين عبروا عن الحاجة للدعم دون تحيز، وفي احترام للقيم التي التزمت بها الدول الأعضاء في اللجنة، والمتمثلة في الاستقلالية والحياد والشمولية والمصداقية والجودة والشفافية”، مشيرا إلى أن اللجنة الدولية للطب العسكري تجدد التزامها بتعزيز جميع الأنشطة الكفيلة بالمساهمة في تحقيق السلم والرفاه للجميع.
من جهته، عبر الأمير لواء طبيب منير عزيز، المدير العام للصحة العسكرية بتونس، عن ثقته في كون مصلحة الصحة للقوات المسلحة الملكية، ومن خلال توليها رئاسة المجموعتين الإقليميتين العربية والمغاربية للطب العسكري، ستعمل على رفع التحديات من أجل تبادل ونشر أفضل للمعلومة في مجال الطب العسكري.
وقال في هذا الصدد “لدي قناعة راسخة بأن المغرب سيواصل الاضطلاع بدور محوري في تعزيز الروابط بين الدول الأعضاء في مجموعتي العمل”.
وتتناول الدورة السادسة للمؤتمر الإقليمي العربي والدورة السادسة للمؤتمر الإقليمي المغاربي للطب العسكري، المقامتان تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، على مدى أربعة أيام (22-25 نونبر)، موضوع “التحديات الرئيسية للطب العسكري في المستقبل” كتيمة رئيسية.
كما يتناول المؤتمر، الذي تنظمه مفتشية مصلحة الصحة للقوات المسلحة الملكية بإشراف من اللجنة الدولية للطب العسكري، مواضيع فرعية تتعلق بالنهج الجديد المطبق في مناطق النزاع و/أو في حالات الكوارث، بالإضافة إلى دور العمل الطبي الإنساني على الصعيدين الوطني والدولي، وجودة الرعاية الصحية في البيئة العسكرية.
ويناقش المؤتمرون من أطباء وجراحين وصيادلة وأطباء أسنان وأطباء بياطرة وخبراء لوجستيين ومهندسين ومديرين، مواضيع تتعلق بتحديات رعاية الجرحى خلال العمليات الميدانية (الجوانب اللوجستية والطبية والجراحية)، والدعم الإنساني على الصعيدين الوطني والدولي، والأمراض المعدية في البيئة العسكرية، والبحث وجودة الرعاية، والموارد البشرية أمام التحولات، والتكنولوجيا الرقمية وإدارة الصحة العسكرية.
ويشارك في هذا الحدث العلمي المتميز، إلى جانب المحاضرين والفاعلين في مجال الصحة العسكرية، وفود الدول العربية الأعضاء في المجموعتين الإقليميتين العربية والمغاربية للطب العسكري، بالإضافة إلى ممثلين لبعض الدول الشقيقة والصديقة، وشخصيات مدنية وعسكرية.
يشار إلى أن مصلحة الصحة للقوات المسلحة الملكية ستتولى رئاسة المجموعتين الإقليميتين العربية والمغاربية للطب العسكري لولاية تستمر لمدة عامين.
المراكشي/ و م ع