جرى، أمس الجمعة، بمراكش، إبراز التجربة الرائدة للمغرب في مجال تدبير قضايا الهجرة وجهود المملكة لفائدة حكامة حقيقية للهجرة، سواء على الصعيد الجهوي أو الدولي.
وأجمع العديد من المتدخلين بمناسبة الاجتماع الموضوعاتي، الذي نظم على مدى يومين، حول التدبير الإنساني للحدود، في إطار مسلسل الرباط، على الإشادة بالجهود الدؤوبة التي تبذلها المملكة، تحت القيادة المستنيرة للملك محمد السادس، في مجال تدبير قضايا الهجرة، وتتجلى في سلسلة من المبادرات التي تم اعتمادها في إطار التزامات المملكة من أجل النهوض وحماية الحقوق الأساسية للمهاجرين وكرامتهم.
ووصف عدد من المتدخلين، ومن بينهم ممثلو دول، ومنظمات دولية، وخبراء، وباحثون في قضايا الهجرة، المغرب بأنه “بطل” في مجال الهجرة.
وتوقف الباحث والفاعل الجمعوي، عبد الرزاق الحنوشي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عند العديد من المبادرات التي اتخذتها المملكة، والكفيلة بوضع أسس حكامة حقيقية للهجرة على الصعيدين الجهوي والدولي.
وأكد أهمية هذا اللقاء، الذي شكل مناسبة لإعمال النقاش حول ما يتم القيام به في إطار التجربة المغربية، بالنظر إلى وضع سياسة جديدة للهجرة منذ سنة 2013، ذات بعد إنساني كبير.
وأضاف أن هذه الجهود تجسدت ميدانيا، أيضا، من خلال عمليتي تسوية وضعية 50 ألف مهاجر بالمغرب، مما مكنهم من التمتع بشكل فعلي بحقوقهم كاملة، وكذا من خلال إرساء استراتيجية وطنية للهجرة واللجوء.
وتابع أن اللقاء عرف تقديم 30 عرضا تمحورت حول الممارسات الجيدة في ما يتصل بالتدبير الإنساني للحدود، مشيرا إلى أنه مكن، أيضا، من تقديم العديد من الاقتراحات في مجال تحسين تدبير الحدود، مع احترام الحقوق الأساسية للمهاجرين، وتعزز تقوية وسائل محاربة شبكات الاتجار بالبشر.
من جهتها، أبرزت مديرة المرصد الإفريقي للهجرات بالرباط، نميرة نجم، أن اللقاء الموضوعاتي الذي انعقد بمراكش عرف نجاحا باهرا، بالنظر للجهود المبذولة على الصعيد الجهوي من أجل تدبير أكثر إنسانية لقضية الهجرة، وللدفاع عن حقوق المهاجرين، وحماية الحدود.
وكشفت ان اللقاء تميز باعتماد حزمة من التوصيات العملية التي من شأنها أن تمكن أوروبا وبلدان الجنوب الأخرى من تدبير جيد لقضية الهجرة، وفي الوقت نفسه ضمان احترام حقوق المهاجرين، مقدمة لمحة مفصلة عن المرصد الإفريقي للهجرات، كمبادرة مغربية في إطار الاتحاد الإفريقي، وكذا حول مختلف مهامه.
بدورها، عبرت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في الرباط، لورا بالاتيني، عن شكرها للحكومة المغربية على تنظيم هذا الاجتماع الموضوعاتي حول موضوع هام جدا هو التدبير الإنساني للحدود، والذي يوجد في صلب أولويات المنظمة.
كما أبرزت المقاربة المغربية “المتبصرة” و”المبتكرة” في ما يتعلق بتدبير قضية الهجرة، معتبرة أن “الأمر يتعلق الآن ببلورة سياسة سويا، وتقديم أجوبة لوضعيات الأزمة، ولكن أيضا للتدبير المنتظم للحدود تأخذ هذا المفهوم الجديد للتدبير الإنساني بعين الاعتبار”.
وخلصت إلى أن “اجتماع مراكش شكل مناسبة للاطلاع على الخطوات الكبيرة التي خطاها المغرب، لاسيما مع وضع، منذ 10 سنوات، الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، والتي تعد سياسة غير مسبوقة، ومصدر فخر بالنسبة للمملكة، لأنها مستلهمة بشكل كبير من إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
وتميز هذا الاجتماع الموضوعاتي، بحضور أزيد من 85 مشاركا، وممثلي بلدان الشمال والجنوب، ومنظمات دولية، وكذا فاعلين من المجتمع المدني وأكاديميين.
وتمثل الهدف من الاجتماع في تعزيز قدرات المشاركين في مجال التدبير الإنساني للحدود، كما وفر فضاء لتبادل التجارب والممارسات الفضلى، وكذا من أجل تحديد التحديات المشتركة.
وتمحورت النقاشات خلال الاجتماع حول العديد من التيمات همت “المبادئ والخطوط التوجيهية الموصى بها في مجال حقوق الإنسان على الحدود”، و”تدبير المهاجرين والأشخاص في وضعية هشاشة على الحدود : تحديات ومقترحات التحسين والتعاون”، و”إيجاد توازن عادل بين الانشغالات الأمنية وحماية حقوق الإنسان للمهاجرين في وضعية هشاشة على الحدود”، و”تعاون فعال متعدد الأطراف كشرط مسبق للتدبير الإنساني للحدود : المنظور النيجيري”.
المراكشي/ و م ع