يشكل موضوع “التحديات الاجتماعية – المسؤولية المشتركة” محور الدورة ال20 للمؤتمر الدولي للجمعية العالمية للطب النفسي الديناميكي التي انطلقت أشغالها اليوم الأربعاء بكلية الطب والصيدلة بمراكش، بمشاركة ثلة من الأطباء والأساتذة الجامعيين والمختصين والباحثين المرموقين في علاج الأمراض النفسية يمثلون 25 دولة من بينها المغرب.
ويأتي تنظيم هذه التظاهرة العلمية والطبية العالمية المقامة بمبادرة من الجمعية المغربية للطب النفسي الديناميكي وبدعم من الجمعية العالمية للطب النفسي الديناميكي، في إطار التطورات العلمية التي يعرفها التحليل النفسي من أجل العمل على تعزيز الطب النفسي الديناميكي في تدبير الاضطرابات النفسية.
ويهدف هذا المؤتمر الذي يشكل مناسبة للأطباء المتخصصين والباحثين لتبادل الخبرات والتجارب العلمية والابتكارات الحديثة في مجال الصحة العقلية، إلى دمج المشاكل الاجتماعية العالمية من قبيل أزمة المناخ والأوبئة وتشجيع البحث متعدد التخصصات.
وأبرز المتدخلون خلال الجلسة الافتتاحية، أهمية هذا المؤتمر الذي يجمع ثلة من الخبراء، من أجل تسليط الضوء على المستجدات الطبية وتبادل التجارب وإيجاد الحلول التي تساير التحولات العلمية المعاصرة، مؤكدين على ضرورة مواجهة كل التحديات الاجتماعية والتحولات المناخية التي يكون لها تأثير على نفسية المصابين، من خلال مواكبة التطورات العلمية في هذا المجال الطبي وتعزيز التعاون بين جميع الخبراء في العالم.
كما تم تقديم شريط قصير حول الجهود التي تبذلها الجمعية المغربية للطب النفسي الديناميكي من أجل التفاعل وتحقيق مقاربة شمولية مع أحدث التطورات العلمية في ظل الدينامية الجديدة التي يشهدها المغرب في مجال الطب النفسي.
وشهدت الجلسة الافتتاحية، أيضا، تسليم ميدالية ذهبية للدكتور نيزنناف نيكولاج الرئيس السابق للجمعية العالمية للطب النفسي الديناميكي، نظير أبحاثه العلمية في الطب النفسي على مدى عشرين سنة، وكذا شواهد تقديرية لأطباء في طور التخصص.
وقال الدكتور هاشم تيال، رئيس الجمعية المغربية للطب النفسي الديناميكي ونائب رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي الديناميكي، إن الطب النفسي الديناميكي يعتمد في عمله على الإنسان الذي يعاني اضطرابات داخلية وعلاجها بطرق المواكبة وليس الإعتماد فقط على الأدوية.
وأضاف أن مجال الطب النفسي عرف في الآونة الأخيرة تطورا علميا من حيث التشخيص والمواكبة، مشيرا إلى أن تنظيم هذا المؤتمر بالمملكة من شأنه أن يعزز الإشعاع العالمي للمغرب الذي خطى خطوات جبارة في العلاج النفسي.
وأشار إلى أن المحاور الرئيسية للمؤتمر ال20 للجمعية العالمية للطب النفسي الديناميكي تتركز حول كيفية جعل المستقبل أفضل من اليوم من خلال تحليل الواقع السوسيولوجي، والطب النفسي والتحليل النفسي.
من جانبه، أوضح الدكتور حسن خرواع، طبيب ومعالج نفساني بوجدة، أن الهدف من تنظيم هذا المؤتمر الدولي هو تبادل الآراء بين الخبراء المشاركين الذين يمثلون العديد من الدول، وتقريب الأطباء الشباب من التطور العلمي في مجال الطب النفسي.
وأضاف أن هذا اللقاء يشكل محطة لإبراز ديناميكية الأطباء المغاربة في العلاج النفسي من خلال العامل الديناميكي الذي يجمع بين العلاج بالأدوية والتشخيص الداخلي النفسي للإنسان.
تجدر الإشارة إلى أن الدورة العشرين للمؤتمر العالمي للطب النفسي الديناميكي التي تمتد إلى غاية 20 من الشهر الجاري، تعرف مشاركة حوالي 350 من الأطباء والخبراء الذين يمثلون 25 دولة من أوروبا، وأمريكا، وآسيا وإفريقيا، حيث سيتم تقديم 90 مداخلة تهم كل الجوانب المتعلقة بالعوامل الاجتماعية والأسرية والتحولات المناخية والهجرة التي يكون لها تأثير على الاضطرابات النفسية.
المراكشي/ و م ع