أكدت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سامانثا باور، أمس الإثنين بابن جرير، أن المغرب يعتبر بلدا رائدا عالميا في مجال مكافحة التغيرات المناخية، بعدما خطى خطوات كبيرة نحو تحقيق هدفه المتمثل في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45,5 في المائة بحلول عام 2030.
وقالت باور على هامش حفل توقيع مذكرة تفاهم لإطلاق برنامج تعزيز مرونة التعاونيات، بين الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومنظمة “GiveDirectly”، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بدعم من المكتب الشريف للفوسفاط، إن “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، نيابة عن الشعب الأمريكي والحكومة الأمريكية، حريصة على بذل ما في وسعها لدعم مجهودات المغرب في مواجهة التحديات المتعلقة بالمناخ والتنمية”.
وأبرزت الدور الحيوي للنساء والشباب في قيادة جهود المغرب في تعزيز هذه الريادة ليس فقط عن طريق الحد من الانبعاثات ولكن بطرق متطورة لدعم المجتمعات للتكيف مع التحديات المتعلقة بالتغيرات المناخية.
وتابعت باور “إلتقيت طلبة مغاربة لديهم أبحاثهم الخاصة في زراعات مقاومة للجفاف والحرارة، وهي زراعات ستنمو بشكل أفضل في مناخ سيكون أكثر حرارة وجفافا. إنهم يسعون إلى إيجاد طرق لطرحها في السوق للتأكد من أن صغار الفلاحين وكبار المنتجين لديهم إمكانية الوصول إلى البذور التي لا يمكنها البقاء فحسب، بل تزدهر في البيئات المناخية التي سيجدون أنفسهم فيها”.
من جانبها، عبرت نائبة رئيس الشراكات في منظمة “GiveDirectly” يولاند رايت، عن شكرها للحكومة المغربية وخاصة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على قيادتها وتحديد أولويات العمل لخلق فرص للنمو، والتزامها بالتمكين الاقتصادي للمرأة.
وقالت إن “الحكومة المغربية تتمتع برؤية ثاقبة في السعي إلى دمج تغير المناخ في جميع الأنشطة الحكومية من الاستثمار في الطاقة المتجددة وتحسين البنية التحتية، إلى دعم التعاونيات والقطاع الخاص للتكيف”.
بدوره، أكد رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، هشام الهبطي، عزم الجامعة على رفع التحدي لانجاح المبادرات الهادفة للحد من التغيرات المناخية خصوصا الشق الذي يؤثر على العيش اليومي للساكنة.
وأشار إلى أن الجامعة ستساهم عبر تجربتها في الاقتصاد الاجتماعى والتضامني في تنزيل شق التشخيص والتكوين والتوجيه الفردي والمواكبة التقنية، من خلال مساعدتها للمشاركين على اكتساب الكفاءات المختلفة ذات الصلة بالحكامة والتسيير المالي وتقنيات الزراعة الحديثة والتقنيات الصديقة للبيئة، فضلا عن تمكينهم من الاستفادة من تجهيزات الجامعة لمساعدتهم على تطوير مشاريعهم.
يذكر أن مذكرة التفاهم لإطلاق برنامج تعزيز مرونة التعاونيات التي تندرج في إطار مبادرة جديدة تركز على دعم جهود المغرب في التكيف مع تأثيرات أزمة المناخ، وقعها كل من رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، هشام الهبطي، ومديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور، ونائبة رئيس الشراكات في منظمة “GiveDirectly”، يولاند رايت.
وسيوفر البرنامج التدريب والإرشاد والتمويل المناخي للتعاونيات والمقاولين الأكثر عرضة للهشاشة في المناطق القروية بشكل أساسي، مما يعزز قدراتهم على التأقلم مع تغيرات المناخ وتطوير أنشطتهم الاقتصادية، وتعزيز القدرة على مواجهة نتائج الاضطرابات المناخية وندرة المياه.
ويعد هذا البرنامج المكون الأول من محفظة المناخ الجديدة التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في المغرب، ويتضمن تمويلا من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في المغرب وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية و “Give Directly”. كما سيتم تنفيذ البرنامج بالتعاون الوثيق والمستمر مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وسيقدم البرنامج منح مالية تتراوح ما بين 3000 دولار و9000 دولار لأكثر من 1000 تعاونية ومقاول، مما سيمكنهم من تعزيز استثمارهم في المعدات والمواد الخام وتحسين التقنيات والعمليات التي تحفز التنمية الاقتصادية المستدامة والقدرة على مواجهة تأثيرات المناخ.
المراكشي/ و م ع