أقيمت يوم السبت بقلعة السراغنة، أمسية فنية في فن المديح والسماع الصوفي، وذلك في إطار فعاليات الدورة السابعة لملتقى سماع تساوت للثقافة والفنون الصوفية (21 -23 نونبر).
واستمتع الحضور خلال هذه الأمسية بروائع من الأمداح النبوية والسماع الصوفي الممزوج بنغمات شجية وإيقاعات موزونة أدتها مجموعة من شيوخ وأقطاب هذا الفن بالمغرب أمثال التهامي الحراق، ومحمد عز الدين، ومحمد بنيس، وإدريس الصوابني وغيرهم من المنشدين.
وتخلل فقرات هذه الأمسية الفنية، تكريمات لبعض الوجوه التي ساهمت في إنجاح هذا الملتقى الثقافي، إلى جانب الاحتفاء بالراحل الشاب كريم الطاهر عضو مجموعة الزاوية الرحالية، اعترافا بإسهامه في إشعاع فن السماع والمديح بمدينة قلعة السراغنة.
ويهدف ملتقى سماع تساوت للثقافة والفنون الصوفية، المنظم من قبل جمعية الكوثر للمديح والسماع والمحافظة على التراث، بتعاون مع وزارة الثقافة والشباب والتواصل، ومجلس جهة مراكش آسفي، وبتنسيق مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، والرابطة المحمدية للعلماء، وجامعة القاضي عياض، إلى مد جسور التواصل بين الشيوخ والشباب وتعريفهم بهذا الموروث الثقافي والروحي.
وأوضح جواد الشاري، مدير ملتقى سماع تساوت للثقافة والفنون الصوفية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الملتقى، يشكل نقطة التقاء لمجموعة من الأدباء والمفكرين والكتاب والعلماء المرموقين، وفرصة للارتقاء بالمشاريع الأدبية والبحثية والفكرية التي تعنى بفنون الآداب الصوفية والفنون الموسيقية الروحية.
وأبرز مساهمة هذه التظاهرة في تعزيز المشهد الثقافي والفني بمدينة قلعة السراغنة، وتعريف الأجيال الصاعدة بفن السماع الصوفي، معتبرا أن جمعية الكوثر للمديح والسماع والمحافظة على التراث، التي تعنى بالجانب الفكري والثقافي والفني، قطعت أشواطا كبيرة للعناية والنهوض بفن المديح والسماع الصوفي.
وأشار من جهة أخرى، إلى أن برنامج هذه التظاهرة اشتمل على ندوات فكرية وعلمية ناقشت راهنية التصوف ومساراته، والإجابة على مجموعة من التساؤلات حول الأدب الصوفي، إلى جانب استعراض التجربة المعرفية للأديب عبد الإله بن عرفة، نائب المدير العام لمنظمة الإيسيسكو.
من جانبه، قال الباحث الأكاديمي، التهامي الحراق، في تصريح مماثل، إن مشاركته في هذا الملتقى تهدف إلى المساهمة في إبراز القيمة الحضارية والروحية والجمالية لفن السماع بالمغرب، وكذا المضامين التربوية لهذا الموروث الجمالي، منوها بالجهود التي تبذلها الجهة المنظمة للحفاظ على هذا التراث الفني .
من جهته، أشاد محمد المرتضي البومسهولي، شيخ الطريقة الحبيبية بقلعة مكونة، بالحضور المتميز للشباب لفعاليات هذا الملتقى مما يعكس شغفهم بهذا الفن الروحي، مبرزا الدور الذي تلعبه مدينة قلعة السراغنة في تطوير والحفاظ على فن السماع.
يشار أن برنامج الملتقى، الذي نظم على مدى ثلاثة أيام، تضمن ندوات فكرية تناولت بالأساس “المشروع الأدبي والنقدي” للأديب عبد الإله بن عرفة، الذي يؤسس لمرحلة جديدة من الأدب الصوفي ومن الرواية، و”التصوف ورهانات الحاضر أسئلة ومسارات”، و”الأدب الصوفي الخصائص والتجليات”.
كما تضمن برنامج هذه التظاهرة، المنظمة بدعم من وزارة الثقافة والشباب والتواصل، في إطار احتفالية مراكش عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2024، معرضا للخط العربي، وحفلات موسيقية روحية شارك فيها عدد من الفنانين والمبدعين، وتكريم متخصصين في الأدب والفكر الصوفي والفنون التراثية.
المراكشي/ و م ع