فاز فيلم “كذب أبيض” للمخرجة المغربية أسماء المدير بالنجمة الذهبية (الجائزة الكبرى) للدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، التي نظمت تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، واختتمت فعاليتها مساء امس السبت بالمدينة الحمراء.
وخلال حفل اختتام هذه الدورة الذي احتضنه قصر المؤتمرات بالمدينة الحمراء وعرف حضور نجوم الفن السابع وشخصيات من عالم الفن والثقافة والإعلام، أعلنت لجنة تحكيم المهرجان برئاسة الممثلة والمنتجة الأمريكية، جيسيكا شاستين، عن تتويج فيلم “كذب أبيض”، بعدما شاهدت 14 فيلما من مختلف البلدان حول العالم.
وتعد هذه أول مرة تؤول فيها الجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لمخرج(ة) مغربي(ة).
ويروي فيلم “كذب أبيض” (2023) قصة واقعية للمخرجة أسماء، التي تذهب إلى منزل والديها في الدار البيضاء لمساعدتهما على الانتقال إلى منزل آخر. وحين شرعت في فرز كل أغراض طفولتها، عثرت على صورة ستصبح نقطة الانطلاق في تحقيق تسأل خلاله المخرجة عن كل الأكاذيب الصغيرة التي ترويها عائلتها. وشيئا فشيئا، تستكشف ذكريات حيها وبلدها.
وإلى جانب الجائزة الكبرى، حضر المغرب في قائمة المتوجين بجوائز الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش أيضا، من خلال فيلم “عصابات” للمخرج كمال الأزرق الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم مناصفة مع المخرجة لينا سوالم من فلسطين عن فيلمها “باي باي طبريا”.
وآلت جائزة أفضل إخراج لراماتا – تولاي سي (السنغال) عن فيلمها “بانيل وأداما”. وعادت جائزة أفضل أداء نسائي لأسيا زارا لاكومدزيا عن دورها في فيلم “نزهة” لأونا كونجاك (البوسنة)، فيما نال دوكا كاراكاس جائزة أفضل أداء رجالي، عن دوره في فيلم “المهجع” لنهير تونا (تركيا).
وقالت رئيسة لجنة التحكيم في كلمة بالمناسبة، إن “قوة سرد القصص تذكرنا بالسبب الذي دفعنا جميعا لتكريس حياتنا للفن”، مبرزة أن “هذا الجيل الجديد من السينمائيين يتعامل مع القصص، بطريقة جريئة وصادقة”.
وأضافت جيسيكا شاستين أن “هؤلاء السينمائيين يعيدون النظر في موروثهم، ويتساءلون ماذا عساهم يفعلون به” مضيفة إلى أنه “إن كان هذا هو مستقبل السينما، فمستقبل السينما بين أياد آمنة”.
وإلى جانب شاستين، ضمت لجنة تحكيم هذه الدورة من المهرجان الدولي بمراكش كلا من الممثلة الإيرانية زر أمير، والممثلة الفرنسية كامي كوتان، والممثل والمخرج الأسترالي جويل إدجيرتون، والمخرجة البريطانية جوانا هوك، والمخرجة الأمريكية دي ريس، والمخرج السويدي المصري طارق صالح، والممثل السويدي ألكسندر سكارسجارد والكاتبة الفرنسية المغربية ليلى سليماني.
وإلى جانب أفلام المسابقة الرسمية، شهدت هذه الدورة من المهرجان تقديم أفلام في إطار الأقسام الأخرى للمهرجان، وهي “العروض الاحتفالية” و”العروض الخاصة”، و”القارة الحادية عشرة”، و”بانوراما السينما المغربية”، و”سينما الجمهور الناشئ”، بما قدم في المجموع 75 فيلما من 36 بلدا تعرض لتشكيلة متنوعة من التجارب السينمائية من جميع جهات العالم.
وكان جمهور المهرجان على موعد مع حوارات حرة في إطار فقرة “حوار مع..” مع أحد عشر من كبرى أسماء السينما العالمية، شاركت الجمهور العديد من الحكايات المشوقة والنقاشات المفتوحة حول رؤيتها للسينما وممارساتها المهنية، وتبادل خبراتها بكل حرية معهم.
كما نظمت على هامش هذه الدورة الدورة السادسة ل”ورشات الأطلس”، برنامج للصناعة السينمائية وتطوير المواهب الذي أطلقه المهرجان الدولي للفيلم بمراكش سنة 2018.
وكانت السينما المغربية حاضرة بقوة خلال هذه الدورة بإجمالي خمسة عشر فيلما شاركت في مختلف أقسام المهرجان، من ضمنها مجموعة مختارة من خمسة أفلام روائية ووثائقية من آخر الإنتاجات السينمائية الوطنية ضمن قسم “بانوراما السينما المغربية”. وتميزت هذه الدورة أيضا بتكريم المخرج المغربي الموهوب، فوزي بنسعيدي، ومنحه “النجمة الذهبية” للمهرجان.
وتميزت هذه الدورة أيضا بحلول مئات من أطفال منطقة الحوز المتضررة من زلزال 8 شتنبر الماضي، ضيوفا على العروض المبرمجة في إطار قسم سينما الجمهور الناشئ، في بادرة تكرس دور المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في تقريب الفن السابع من الناشئة.