فيرجيني إيفيرا: الإحساس والتفرد والأصالة ثلاثة عناصر أساسية في عمل سينمائي متميز
أكدت الممثلة البلجيكية وعضو لجنة تحكيم الدورة الحادية والعشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، فيرجيني إيفيرا، أن الإحساس والتفرد والأصالة تعتبر ثلاثة عناصر أساسية في صناعة أي عمل سينمائي متميز.
وقالت إيفيرا في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “ما يهم قبل كل شيء هو تلك المتعة المباشرة التي تحققها السينما. وغالبا ما تبرز هذه المتعة عندما نشعر أن المخرج قد نجح في نقل تصوره للعالم، وفي فرض رؤية متفردة وأصيلة”، مضيفة أن هذه الرؤية الممزوجة بالإحساس والعاطفة تعطي العمل السينمائي كامل عمقه.
وحسب إيفيرا، من المهم عدم الحكم على الفيلم من خلال جدية موضوعه أو أهميته. ذلك أنه “ليس لأن الموضوع أكثر جدية فهو بالضرورة يستحق تقديرا أكبر”.
وفي معرض حديثها عن المعايير التي تستند إليها في تقييم الأفلام المشاركة في المسابقة في مهرجان هذا العام، أوضحت الممثلة البلجيكية أن أهم شيء هو “الطريقة التي تروى بها القصة، والطريقة التي ينجح بها الفيلم في تقديم وجهة نظر فريدة للمشاهد”.
وقالت إنه “وكما هو الحال في الأدب: عندما تفتح كتابا، فإنك تشارك لحظة مع شخص يرى الأشياء بطريقته الخاصة، لذلك تشعر بقرب معين”.
واعتبرت الممثلة، التي فازت بجائزة سيزار لأفضل ممثلة سنة 2023 عن دورها في فيلم “ذكريات باريس” للمخرجة أليس وينوكور، أنها تفضل لغة القلب والتأثر والعاطفة، مضيفة أن “هذه هي الأبعاد التي تجعل الفيلم حيا وعالميا”.
وبخصوص أنواع الأفلام والمواضيع التي تستهويها بشكل خاص، أوضحت فيرجيني إيفيرا أنه “لا يوجد ممثل، ولا أحد في عالم السينما، ولا حتى هاوي سينما حقيقي لا يدرك أهمية جميع الأنواع”. وأشارت إلى أن “كل نوع سينمائي له ما يقدمه”.
وقالت “بالنسبة لي، أدرك أنني دائما ما أنجذب بشكل لا يقاوم إلى أفلام الإثارة. وبمجرد صدور فيلم من هذا النوع، غالبا ما يكون أول فيلم أتجه إليه”.
وسواء كان الفيلم فيلم كوميديا أو إثارة أو رعب، فإن الممثلة البلجيكية تنجذب إلى “الإحساس المباشر الذي تثيره هذه الأفلام، سواء كان ضحكا أو خوفا أو قلقا”. وقالت إن أكثر ما تفضله هو عندما يكون للتفاعل المباشر تأثير أعمق. فهذا هو البعد الذي يكمن فيه غنى كل فيلم.
وقدمت فيرجيني كمثال على ذلك فيلم الإثارة النفسي الشهير (Gone Girl) للمخرج الأمريكي ديفيد فينشر، الذي يجمع بين الإثارة الآسرة، واستكشاف مواضيع عميقة، لا سيما تلك المتعلقة بالازواج، من دون أي استسهال”.
وبخصوص حضور المرأة في الصناعة السينمائية، أشارت «فيرجيني إلى أن العديد من الممثلات والفنانات يواجهن رهبة من أماكن التصوير لأسباب مختلفة. وأضافت “يعاني العديد من المواهب مما يعرف بمتلازمة المحتال، مما يدفعهن إلى التراجع وممارسة الرقابة الذاتية”.
ووفقا للممثلة التي تشتهر بقدرتها على تجسيد شخصياتها بعمق وأصالة، فإنه يتعين ألا يسمح الشباب الذين يعملون في مجال الصناعة السينمائية لأنفسهم بأن يصابوا بالشلل بسبب الخوف من الفشل أو الشعور بأنهم ليسوا في المستوى.
وأبرزت أنه في عالم مليء بالفرص، من المهم أن يعبر المرء عن ذات ويثق بنفسه، تماما مثلما أنه “من المهم أن يشعر الممثل بأنه ممثل جيد لأنه ببساطة يمتلك هوية فريدة ورغبة حقيقية في التعبير عن نفسه”.
وفي ما يتعلق بحضورها في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أعربت الممثلة البلجيكية عن سعادتها بعضوية لجنة تحكيم استثنائية، مضيفة “إنها فرصة لابني لاكتشاف المغرب في أجواء رائعة”.
يشار إلى أن فيرجيني إيفيرا حظيت بأول دور رئيسي لها في فيلم “فارق 20 عاما” (2013). ونالت الإشادة عن دورها في فيلم “فيكتوريا” (جوستين تريي، 2016)، الذي فازت بفضله بجائزة ماغريت السينمائية لأفضل ممثلة، وتم ترشيحها لجائزة سيزار أفضل ممثلة. ثم تألقت بعد ذلك في فيلم “حب مستحيل” (كاترين كورسيني، 2018) و”الحوض الكبير” (جيل لولوش، 2018).
وفي سنة 2020، وبعد فيلم “هي” (2016)، عملت مجددا مع بول فيرهوفن في “بينيديتا”، قبل أن تلعب سنة 2022 دور البطولة في فيلمين لقيا نجاحا كبيرا هما “ذكريات باريس” لأليس وينوكور، الذي نالت عنه جائزة سيزار، وجائزة ماغريت السينمائية لأفضل ممثلة، و”أطفال الآخرين” لريبيكا زلوتوفسكي، الذي فازت عنه بجائزة لوميير للصحافة الدولية.
يشار إلى أن لجنة تحكيم الدورة ال21 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش تضم، إلى جانب فيرجيني إيفيرا، كلا من المخرج والسيناريست الإيطالي، لوكا جوادانيينو رئيسا، وباقي أعضاء اللجنة، وهم المخرج الإيراني علي عباسي، والمخرجة الهندية زويا أختر، والممثلة الأمريكية باتريشيا أركيت، والممثل الأسترالي جاكوب ايلوردي، والممثل البريطاني- الأمريكي أندرو غارفيلد، إلى جانب الممثلة المغربية نادية كوندا، والمخرج الأرجنتيني سانتياغو ميتري.
المراكشي/ و م ع