أعلن المكتب المحلي للنقابة الوطنية للصحة العمومية بمستشفى سعادة للأمراض العقلية والنفسية، عن استئناف برنامج النضالي باعتصام لمدة 48 ساعة ابتداء من يوم الأربعاء 31 يوليوز 2024 داخل أسوار المستشفى.
و أكد المكتب المحلي في بيان توصلت صحيفة “المراكشي” بنسخة منه، أنه سيعقد ندوة صحفية في اليوم الموالي للإعلان عن أشكال نضالية غير مسبوقة في حالة عدم تدخل الجهات المسؤولة وإيجاد حل للأوضاع التي يعرفها المستشفى والتي وصفها بالكارثية.
وأشار المكتب المحلي للنقابة الوطنية للصحة العمومية العضو بالفيدرالية الديمقراطية للشغل، أنه يتابع بقلق شديد ما آلت إليه الأوضاع بمستشفى سعادة للأمراض العقلية والنفسية، نتيجة استمرار ما أسماه تجاهل المسؤولين لمعاناة المرضى والأطر الصحية على حد سواء، مبرزا أن المستشفى عرف بعد الزلزال إغلاق أكثر من نصف مصالحه الاستشفائية نظرا لتضررها بفعل هذه الكارثة الطبيعية، مما جعل الضغط يتركز على مصلحة واحدة والتي بدورها تعرف تشققات وتصدعات ببعض غرفها وقصر جدرانها.
و أوضح البيان أن هذه المصلحة أصبحت تعرف اكتظاظا كبيرا وتجاوزت الطاقة الاستيعابية المسموح بها والتي حددت في 25 سريرا حسب مذكرة مصلحة رقم 10053 الصادرة في 18 اكتوبر 2023 من طرف مدير المستشفى الجهوي ابن زهر، ومراسلة المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بعمالة مراكش رقم 2770 الصادرة بتاريخ 2024/04/01، غير أنه وعلى الرغم من صدور هذه المذكرة والمراسلة إلا أن عدد المرضى تضاعف إلى أزيد من 70 مريضا مما يطرح السؤال عن السبب الرئيسي لعدم احترام هذه المذكرات.
وأضاف فدراليو الصحة، أن هذا الاكتظاظ الغير مسبوق، أدى إلى امتلاء الغرف والقاعة المخصصة للأكل وجنبات غرف العزل بعدد كبير من المرضى، يفترشون الأرض ويلتصقون ببعضهم البعض في ظروف غير إنسانية، مما يؤدي الى مشاجرات ومنازعات بينهم بسبب أماكن النوم، وانتشار عدد من الأمراض الجلدية في صفوفهم.
و أشار البيان إلى أنه بسبب ارتفاع درجة الحرارة بمدينة مراكش، زادت معاناة المرضى بحيث سجلت المصلحة يوم أمس حالة عياء وارتفاع درجة حرارة جسم مريض بسبب الحرارة، وتم نقله على إثرها الى المستشفى الجامعي لتلقي العلاجات اللازمة.
ولفت المكتب المحلي إلى أن الوضع الذي تعيشة هذه المصلحة أدخل العديد من المرضى في حالة هيجان، تعبيرا عن رفضهم لظروف استشفائهم، ما حدا بالكثير منهم إلى الفرار أو محاولة الفرار من داخل المصلحة، وقد يترتب عن ذلك عواقب غير محمودة، خصوصا مع تواجد حفر عميقة بجنبات المصلحة يفوق عمقها 6 أمتار ممتلئة بمياه الصرف الصحي.
وطالبت النقابة المسؤولين المعنين بإيجاد حلول واضحة وفعالة لعدد من المشاكل ومنها موضوع المرضى الذين تحسنت حالتهم العقلية، ويتوفرون على ورقة الخروج من المستشفى لاستكمال علاجهم، ويتم التخلي عنهم من طرف عائلاتهم.
ودعت إلى إيجاد حل لمشكل فرار المرضى، وخاصة المتابعين منهم قضائيا وذلك بالزيادة في طول جدران المصلحة، وتوفير حراس أمن خاص متمكنين ولديهم خبرة في تأمين سلامة المرضى والعاملين مع العلم أنه هناك بعض الجهات التي لا دخل لها في المصالح الإستشفائية تتدخل في طرد البعض منهم بالرغم من خبرتهم وحسن تعاملهم، وتوفير سيارة إسعاف داخل المستشفى، وإرسال عمال البستنة لقص النباتات الذابلة وأوراق الأشجار الكثيفة للحد من إنتشار الزواحف والحشرات الضارة، وإغلاق الحفر الصحية وافراغها من المياه العادمة، وإصلاح المكيفات الهوائية والمرافق الصحية داخل المصالح (المراحيض، الحمامات) وتعقيم المصالح من طرف تقنيي حفظ الصحة بشكل دوري للحد من انتشار الأمراض الجلدية.