محكمة الإستئناف: أسدلت غرفة الجنايات الإبتدائية لدى محكمة الإستئناف بمكناس، في جلستها ليوم الأربعاء 18 شتنبر الجاري، الستار على ملف المتابعين على خلفية قضية الكحول المغشوشة التي أودت بحياة عشرة أشخاص.
و وفق المعطيات التي توصلت بها صحيفة “المراكشي”، فقد قضت هيئة المحكمة بإدانة متهم بست سنوات سجنا نافذا، وفي الدعوى المدنية التابعة الحكم عليه بأدائه لفائدة ذوي حقوق “محمد، ب” 100000 درهم، و لذوي حقوق “عزيز،ا” زوجته 60000 درهم، و لذوي حقوق “ابراهيم ،ا” 200000 درهم، و لذوي حقوق “مصطفى، ل” 60000 درهم، و لذوي حقوق “حكيم، ا” 15000 درهم، و لذوي حقوق “عزيز ا” و هم شقيقه فهد 5000 درهم و لأمه 20000 درهم، و لذوي حقوق “هشام،ا” 25000 درهم، و لذوي حقوق “نبيل، ب” 40000 درهم للوالدين و 15000 درهم للإخوة، و لذوي حقوق “ادريس، س” 100000 درهم، و لفائدة “مصطفى،ا” 100000 درهم، و لفائدة “خالد، ع” 60000 درهم مع الصائر حضوري.
وتوبع على خلفية هذه القضية ثلاثة متهمين “م.ع” و”ف.س” و “ل.ا” من أجل “جناية إعطاء عمدا بدون قصد القتل مواد مضرة بالصحة نتج عنها موت، وجنح إعطاء مواد مضرة بالصحة نتج عنه عجز تتجاوز مدته 20 يوم”.
وكانت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة مكناس، أوقفت تاجرا ومساعده، والبالغين من العمر 67 و17 سنة، وذلك للإشتباه بتورطهما في حيازة وبيع مواد كحولية مضرة بالصحة العامة والتسبب في وفاة مستهلكيها.
ووضعت عناصر الأمن، بتنسيق مع النيابة العامة المختصة، المشتبه فيه الراشد تحت تدبير الحراسة النظرية فيما تم الاحتفاظ بالموقوف القاصر تحت تدابير المراقبة رهن إشارة البحث القضائي، وذلك للكشف عن ملابسات إقدامهما على بيع كحول مغشوشة، وتحديد مستوى ودرجة تورط كل واحد منهما في الأفعال الإجرامية المرتكبة، ومصادر حصولهما على هذه الكحول، والأطراف المتورطة إلى جانبهما في الموضوع.
وكانت المدينة قد استفاقت على وقع اكتشاف جثث بمناطق متفرقة من مدينة مكناس، حيث تم اكتشاف أولى الجثث بحي الرياض، قبل أن يتم العثور على جثث أخرى، بمنطقة البرج المشقوق وحي العويجة وحي البرج.
وبحسب أخبار متواترة، فأغلب الضحايا يعيشون حالة التشرد ومن مدمني تناول الكحول، في حين لا يستبعد أنهم تناولوا كحولا مغشوشة، تم اعدادها من مواد مخصصة للتعقيم منتهية الصلاحية، وتم تخزينها منذ فترة جائحة كورونا.
إلى ذلك كشفت مصادر خاصة أن الخبرة التي أجريت على عينة من الكحول التي أودت بحياة الضحايا العشرة، تعود لسائل خطير من مادة “ميتانول” المعد أساسا للتعقيم وتصل قوته إلى 96 درجة، في الوقت الذي تسبب شربه من طرف الضحايا وفق نتائج التشريح الطبي في تسمم حاد توقفت على إثره وظيفة الكبد بسبب تشمعه، وهو الأمر الذي كان سببا في الوفاة.