يبدو أن البعض لايأبه بالمكتسبات التي راكمتها البلاد على الصعيد السياحي بفضل الجهود المتواصلة لكافة المتدخلين في القطاع، والتي ساهم في تعزيزها تألق “أسود الأطلس” بمونديال قطر والصورة الجميلة التي رسمتها الجماهير المغربية بالمدرجات، معطى جسدته واقعة شهدتها عاصمة السياحة الوطنية مراكش يوم الجمعة المنصرم بعد أن حاول مرشد تحويل جولة سياح بعدد من المآثر التاريخية نحو بعض “البزارات”.
المعطيات التي توصلت بها صحيفة “المراكشي”، تفيد بأن رئيسة جمعية تعنى بالتراث الثقافي والفني استعانت بمرشديْن بعد الاتفاق معهما حول مستحقاتهما، قصد مرافقة مجموعة من السياح الأجانب استقطبتهم من إحدى الوجهات السياحية العالمية، حيث كان برنامج الجولة يتمحور حول زيارة مجموعة من المآثر التاريخية بالمدينة الحمراء، وبعد بلوغ الوفد الأجنبي المشكل من حوالي 50 سائحا، مدرسة ابن يوسف للتعليم العتيق، انقسم إلى نصفين، حيث ولج نصف المجموعة إلى داخل المعلمة فيما بقي الفوج الثاني ينتظر بالخارج ليحين دوره، غير أن المرشد الذي كان بمعيتهم حاول تغيير مسار الجولة واستدراج السياح نحو إحدى “البزارات”، الأمر الذي جعل رئيسة الجمعية الذي دأبت على استقطاب أفواج السياح من مختلف الوجهات العالمية، تتدخل لتنبيهه بأن التبضع غير مدرج في برنامج الزيارة.
وتضيف ذات المعطيات، أن المرشد استشاط غضبا وصاح في وجه الفاعلة الجمعوية بأنه هو من يقرر، ولم يتورع في تهديدها بكونه سيتصل بمصالح الشرطة السياحية لتوقيفها بدعوى أنها دخيلة على القطاع وترافق الأجانب بطريقة غير قانونية، و أمام احتدام النقاش بين الطرفين لجأ المرشد إلى الإتصال بمسؤول في الجمعية الجهوية للمرشدين السياحيين، الأخير لم يتأخر في الإنتقال إلى عين المكان، وبدل طي الخلاف لجأ هو الآخر إلى توجيه نفس العبارات التي لم تخل من تهديد ِلمُرافِقة السياح.
وأشارت نفس المعطيات، إلى أن رئيسة الجمعية المذكورة توجهت بشكاية ضد المعنيين بالأمر إلى الدائرة الأمنية الثانية، حيث تم الإستماع إلى الأطراف قبل إحالة الملف على المحكمة للبت فيه، في الوقت الذي وجهت فيه شكايات في الموضوع إلى كل من والي جهة مراكش آسفي، المندوب الجهوي لوزارة السياحة، و زارة السياحة، فهل سيتحرك المسؤولون على القطاع بالمدينة الحمراء للتصدي لمثل هاته الممارسات التي تسيء للقطاع وتقوض الجهود المبذولة للنهوض به..؟.
ولفتت ذات المعطيات، إلى أن بعض المرشدين لم يعد يهمهم مرافقة السياح الأجانب في جولات للتعريف بالمآثر التاريخية لعاصمة النخيل، بقدر ما يتهافتون على استدراجهم كلما سنحت لهم الفرصة نحو “البزارات” للتبضع مقابل الحصول على علاوات أو ما يصطلح عليه محليا بـ”الجعبة”.