تعيش الثانوية التأهيلية ابن الهيثم بتراب جماعة سعادة على صفيح ساخن وتوتر شديد أضر بالرسالة التربوية للمؤسسة، بفعل معضلة الإكتظاظ واعتماد نظام الفوجين.
وقالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المننارة مراكش، في بيان توصلت صحيفة “المراكشي” بنسخة منه، إنه “بخلاف كل المخططات الإصلاحية، والمذكرات الوزارية المحددة لساعات العمل، وعدد التلاميذ في القسم، وضرورة تفعيل أدوار الحياة المدرسية، وبرامج الدعم التربوي، والحد من ظواهر التكرار والغياب والهدر المدرسي، يبدو أن التلميذ(ة) هو الذي يؤدي فاتورة فشل السياسات التعليمية الترقيعية والوعود الزائفة حول توسيع العرض المدرسي”.
و أكدت الجمعية أن عدم توفّر جماعة السويهلة على ثانوية تاهيلية، وارتفاع وثيرة الضغط الديمغرافي الناتج عن تغيرات البنية الإجتماعية خاصة أثناء وبعد الجائحة، جعلت المسؤولين عن قطاع التعليم إقليميا وجهويا يفضلون الهروب إلى الأمام واختيار الحلول التدبيرية السهلة، ولكنها مكلّفة من حيث إقبار الحق الكامل في تعليم دي جودة”.
و أشارت الجمعية الحقوقية إلى أنها “سبق أن أثارت سواء في بلاغاتها أو في مراسلاتها إلى الجهات المعنية، وكذا في تقريرها السنوي، الواقع التعليمي بثانوية ابن الهيثم التأهيلية”.
و أكد الجمعية فشل نظام الفوجين في حلّ معضلة الاكتظاظ، وعدم قانونية التدريس لمدة خمس ساعات متواصلة صباحا أو مساء بسبب إرهاق أطر التدريس والتلاميذ وتزايد الضغط على البنية التربوية.
وسجل البيان “اختلال التوازن في تكافؤ الفرص بين مؤسسة ابن الهيثم ومؤسسات أخرى بسبب تجميد أنشطة الحياة المدرسية والأنشطة الموازية والمندمجة، وحصص الدعم التربوي والاقتصار على التلقين الجاف والسريع”.
ولفتت الجمعية إلى “عدم قدرة المتعلمين على مواكبة هذا النمط من التدريس بعد تفشي ظواهر الغياب، ونقص مؤشرات الجودة بسبب ضغط الإرهاق الناتج عن بعد المؤسسة عن التجمعات السكنية، ومشاكل النقل المدرسي”، وطالبت بالتخلي الفوري عن تحميل المتعلم عواقب فشل السياسات التعليمية الترقيعية.
كما سجلت الجمعية انعداما كليا لأية إستراتيجية استباقية لمواجهة الارتفاع المتنامي في نسب التدفّق من الإعدادي إلى الثانوي التأهيلي، في منطقة تحتضن حوالي 100000 نسمة موزعين بين جماعتي السويهلة وسعادة، ولا تضم سوى ثانوية تأهيلية واحدة ووحيدة.
وحملت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة، “المسؤولية الكاملة في الواقع اللاتربوي الأليم الذي تعيشه ثانوية ابن الهيثم للمشرفين على قطاع التربية والتكوين إقليميا وجهويا المختبئين خلف كراسيهم الوثيرة والمريحة ولسان حالهم يردد أسطوانة التدابير ذات الأولوية التي لم تحقق المبتغى، ورؤية إستراتيجية إصلاحية ترقيعية غلب عليها الطابع الخطابي المناسباتي، وتدابير عاجلة 22/26 كان الغائب الأبرز فيها هو ضمان الحق في تعليم مجاني ودي جودة لكافة أبناء الشعب المغربي”.
وطالبت الجمعية بالتدخل الفوري والعاجل لإنقاذ ما تبقى من الموسم الدراسي، وتأمين شروط سليمة للعملية التعليمية والتعلمية تستند على معايير الجودة وتكافؤ الفرص، وتستحضر بكل وضوح المصلحة الفضلى للتلميذ، وتضمن حقه الإنساني في التعليم.
ودعا البيان إلى احترام حقوق أطر التدريس والأطر الإدارية، وتسخير إمكانيات مادية ولوجستيكية وتربوية وموارد بشرية لإنقاذ الموسم الدراسي.
وذكّرت الجمعية المسؤولين على الشأن التعليمي بـ”مسؤولياتهم التقصيرية في هدر الزمن المدرسي وانتهاك حقوق التلميذات والتلاميذ في التعليم، وحقوق الأطر التربوية من إداريين وأطر التدريس في شروط وإمكانيات تسمح لهم بممارسة مهامهم على أحسن وجه”.
وحملت القائمين على الشأن التعليمي “مسؤولية محاولة الإجهاز على حق المجتمع في مدرسة عمومية ذات جودة ومردودية باعتبارها الرافعة الأساسية للنهوض بالحق في التعليم، وفقا لما هو متضمن في الشرعية الدولية لحقوق الانسان والاتفاقيات والصكوك ذات الصلة.