أفادت مصادر جيدة الاطلاع بأن مصالح الدرك الملكي بسرية مراكش أحالت، نهاية الأسبوع الماضي، موظفين يشتغلان بجهاز مراقبة الطرق التابع لوزارة النقل والتجهيز على النيابة العامة المختصة لدى محكمة الاستئناف بمراكش، وذلك على خلفية تورطهما في جريمة الارتشاء والابتزاز، بعد ضبطهما في وضعية تلبس بتلقي مبالغ مالية من مواطن تحت الإكراه وطائلة الابتزاز.
وأكدت يومية «الأخبار» التي أوردت التفاصيل، أن وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بمراكش استنطق المتهمين تمهيديا، قبل إيداعهما السجن بتهمة الارتشاء والابتزاز.
وانطلق سيناريو الفضيحة، حسب مصادر موثوقة، من تفاوض الموظفين المراقبين اللذين كانا يؤمنان مراقبة الطريق الرابطة بين بنكرير ومراكش مع سائق مركبة، قبل أن يستسلم لابتزازهما ويسلمهما مبلغ 1000 درهم.
واتصل السائق الضحية، الذي تعرض للابتزاز، بالرقم الأخضر للتبليغ عن جريمة الابتزاز التي تعرض لها، حيث تفاعلت معه رئاسة النيابة العامة، وتم تحويل الإجراء إلى النيابة العامة باستئنافية مراكش، التي دخلت على الخط ونفذت عملية اعتقال المراقبين في وضعية تلبس.
وأكدت مصادر الجريدة أن النيابة العامة أشرفت على تنسيق محكم جرى ببن الضحية ومصالح الدرك الملكي بسرية مراكش، حيث تمت مداهمة دورية وزارة التجهيز والمراقبة على مستوى مدينة بنكرير تتكون من مراقبين، قبل أن يعمدا إلى الفرار تاركين وراءهما ظرفا، عثر بداخله على مبلغ يناهز 7000 درهم، ضمنها 1000 درهم موضوع شكاية الابتزاز، وتم التأكد من تطابقها مع مواصفات الأرقام التسلسلية الخاصة بالأوراق المالية التي أدلى بها المشتكي عند تقديمه الشكاية، ويرتقب أن يخضع المتهمان لتحقيقات موازية حول مصدر المبالغ المالية الأخرى المحجوزة.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى زوال الأربعاء الماضي، عندما تمكنت مصالح الدرك الملكي بسرية مراكش من إلقاء القبض على مراقبين طرقيين تابعين لوزارة التجهيز والنقل، بعد الاشتباه في تورطهما في جريمة ابتزاز استهدفت سائق شاحنة لنقل البضائع وجد نفسه مضطرا لتسليم مبلغ 1000 درهم رشوة مقابل التغاضي عن تفتيش شاحنته المحملة بالسلع، الا أنه بادر بالاتصال بالرقم الأخضر الموجه للنيابة العامة والمخصص للتبليغ عن جرائم الابتزاز وطلب مبالغ مالية مقابل الإحجام عن تنفيذ القانون.
وأضافت المصادر نفسها أن تنسيقا محكما بين عناصر الدرك الملكي والضحية المشتكي، أطاح بالمشتبه بهما على مستوى نقطة مراقبة عند مدخل الطريق السيار الذي يصل بين مدينتي مراكش وبنكرير.
وأسفر الكمين عن ضبط المراقبين في حالة تلبس بتلقي مبالغ مالية، ليتم اعتقالهما ووضعهما رهن الاعتقال، قبل عرضهما، نهاية الأسبوع الماضي، على أنظار النيابة العامة، حيث تم إيداعهما السجن بتهمة ثقيلة، في انتظار إخضاعهما للتحقيقات اللازمة وترتيب الجزاءات القانونية والإدارية المناسبة بحقهما.