أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، مساء الثلاثاء بطنجة، أن اختيار منظمة اليونسكو لمدينة طنجة لاستضافة احتفالية اليوم العالمي للجاز يجسد قدرة وجودة المغرب على تنظيم التظاهرات الدولية الكبرى.
وقال بنسعيد، في تصريح للصحافة على هامش الحفل الذي أقيم بقصر الفنون والثقافة بطنجة، إن “اختيار طنجة، والمملكة المغربية، يندرج في إطار قدرة وحسن التدبير الذي تعرفه المملكة، عبر احتضان مجموعة من اللقاءات والأنشطة الثقافية والرياضية الدولية، لاسيما نهائيات كأس أمم إفريقيا (2025) وكأس العالم (2030)، بالإضافة إلى مجموعة من الملتقيات الدولية”.
واعتبر الوزير إننا “نعتز باختيار منظمة اليونسكو لمدينة طنجة لتنظيم الاحتفالية الخاصة باليوم العالمي لموسيقى الجاز، إذ هي أول مرة تحتضن فيها مدينة أو بلد إفريقي هذا اللقاء الدولي”، مبرزا أن أرقام المتابعين والمشاهدين لهذا الحفل، الذي يصل إلى حوالي ملياري مشاهد حول العالم، دليل على رجاحة هذا الاختيار.
وسجل الوزير أن هذا الاختيار جاء بالنظر إلى ارتباط طنجة بموسيقى الجاز، حيث أن مجموعة من أشهر الفنانين عبر العالم مروا عبر المدينة، أو لهم قصة معها، أو ساعدتهم على تطوير موسيقى الجاز والإبداع فيها.
وذكر بنسعيد بأن هذا الحفل، الذي يحظى بالرعاية الملكية السامية، يقام بقصر الفنون والثقافة بطنجة، وهي المعلمة التي تفضل الملك محمد السادس بإعطاء انطلاقة أشغال إنجازها، مشددا على أن هذه المعلمة ستضطلع بمكانة ثقافية مهمة مستقبلا، حيث ستعمل الوزارة من خلالها على تعزيز الفعل الثقافي بمدينة طنجة عبر برمجة ثقافية نوعية.
من جهته، أشاد المدير العام المساعد المكلف بالثقافة في منظمة اليونسكو، إرنيستو أوطون راميريز، بتنظيم هذا الحفل من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، مشيرا إلى أن الحفل مناسبة لتقاسم لحظات من البهجة والموسيقى مع العالم، وأيضا لتدشين قصر الفنون والثقافة عبر هذه الاحتفالية الكبيرة التي التأم خلالها فنانون كبار من العالم بأسره.
وأضاف أن الحفل يقام للمرة الأولى بالقارة الإفريقية، مشيرا إلى ان مدينة طنجة لها علاقة تاريخية بموسيقى الجاز، وستكون مناسبة أيضا للعازفين لإعادة الوصل بين الجاز والتراث المحلي، لاسيما مع موسيقى كناوة وبعض التعبيرات الموسيقية العريقة.
أما العازف العالمي الحائز على العديد من الجوائز، هيربي هانكوك، فأعرب عن اعجابه بتنظيم هذا الحفل العالمي، داعيا المشاهدين إلى تخليد هذه اللحظات الرائعة في الأذهان.
وأشاد المدير الفني لمهرجان “فيزا فو ميوزيك”، إبراهيم المزند، باختيار طنجة لهذا الحدث الدولي وهي المدينة التي لها تقاليد عريقة في موسيقى الجاز وينعقد بها مهرجان سنوي للجاز يستضيف عازفين دوليين، مضيفا أن هذه الاحتفالية، التي ستبث في القنوات الرقمية لليونسكو ووسائل الإعلام الشريكة، لها مشاهدين سيتابعونها من العالم بأسره.
بدوره، أشاد عمدة طنجة، منير ليموري، بتنظيم هذه التظاهرة العالمية بمدينة البوغاز، والتي ستستفيد من خلالها لزيادة إشعاعها الثقافي وجاذبيتها السياحية، مشيرا إلى ان افتتاح قصر الفنون والثقافة سيساهم في بث دينامية جديدة في المشهد الثقافي المحلي.
أما بالنسبة لمدير الفنون بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، هشام عبقري، فقد أشار إلى أهمية تنظيم هذا الحدث بالمغرب، وعلى الخصوص بمدينة طنجة التي تجسد التنمية الثقافية التي تعرفها المدينة، والتي تربطها علاقة عميقة بالجاز.
وتابع بأن هذا الحدث يحمل دلالة رمزية مزدوجة، على اعتبار أنها المرة الأولى التي يقام فيها فوق تراب القارة الإفريقية، وأيضا لأنه أول حدث يقام بقصر الفنون والثقافة، الذي افتتح أبوابه ب “حدث هائل”، وسيستقبل لاحقا أنشطة ثقافية وفنية أخرى.
وتميز هذا الحفل العالمي بحضور، على الخصوص، مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، أندري أزولاي، ووزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، ووالي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي، ورئيس مجلس الجهة، عمر مورو، ورئيس معهد هيربي هانكوك للجاز، توم كارتر، وثلة من المسؤولين ومن شخصيات من عالم الثقافة والفن من المغرب والخارج.
ويسلط اليوم العالمي لموسيقى الجاز، المنظم بمبادرة من اليونسكو ومعهد هيربي هانكوك للجاز، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل وبشراكة مع مجلس جماعة طنجة، الضوء على تراث موسيقى الجاز بالمدينة وكذلك الروابط الثقافية والفنية التي توحد المغرب وأوروبا وإفريقيا.
المراكشي/ و م ع