تتواصل معاناة 100 شخص راغب في أداء مناسك العمرة بعد تخلف وكالة للأسفار بمراكش في الوفاء بوعودها، وتقديمها حلولا زائفة لحل مشكلة حجز تذاكر الطيران، وبرمجة رحلتهم نحو الديار المقدسة، حيث قامت بنقلهم من مراكش صوب مطار محمد الخامس الدولي، قبل أن يجدوا أنفسهم مرغمين على المكوث أمام بوابته، بسبب حجز وهمي لا آثار له في برمجة الرحلات الجوية.
وبحسب اتصالات مختلفة للعديد من المعتمرين بصحيفة “المراكشي”، فقد قامت الوكالة، بعد تصاعد احتجاجهم بواجهة مقر مطار محمد الخامس بالنواصر، يوم أمس الإثنين ثالث أبريل الجاري، بنقلهم صوب أحد الفنادق بمدينة الدار البيضاء، ليختفي مسؤولو الوكالة بعدها، ويبقى مصيرهم معلقا، خصوصا وان اغلبهم لا يتوفر على العملة المغربية، بعد أن قاموا بتحويل ما يتوفرون عليه من دراهم للريال السعودي، ليجدوا أنفسهم في مواجهة الجوع والعطش، وأكثرهم لم يستطع توفير ما يمكنه من الإفطار بعد أذان المغرب، لتزداد معاناتهم، خصوصا وأن أغلبهم شيوخا وعجزة.
وكانت الوكالة، والتي يوجد مقرها بالحي الشتوي بمراكش، قد اتصلت بالراغبين في أداء العمرة، بعد 10 أيام من تخلفها عن الموعد المحدد لهم للسفر نحو الديار السعودية لأداء مناسك الحج، وبشرتهم بحل المشكلة، وبأن رحلتهم محددة في الثالثة صباحا من يوم الإثنين، و أن الشركة ستقوم بنقلهم عبر حافلات خاصة من مقر الوكالة صوب مطار محمد الخامس بالنواصر، وأنه يتوجب عليهم الحضور حالا لتسلم تذاكرهم والصعود فورا للحافلات والتي تنتظر قدومهم في الحال.
وبعد التحاق المعتمرين على عجل بالوكالة، وجدوا في استقبالهم ابن مالكها، على اعتبار أن صاحب الوكالة اختفى عن الأنظار، بالإضافة الى أحد الأشخاص والذي يقدم نفسه قيما دينيا، و موظف قدم نفسه على أساس أنه من مصلحة تصحيح الإمضاءات بإحدى الملحقات التابعة لجماعة مراكش، حيث فرض عليهم ابن صاحب الوكالة تسديد ما تبقى من الواجبات المالية العالقة، والإمضاء على تنازل لهم عن شكايتهم التي قدموها في حق صاحب الوكالة بعد تخلفه في الوفاء بموعد سفرهم، مقابل الحصول على التذكرة.
وبعد نقاش وخلاف بين كافة الأطراف، انسحب الموظف المكلف بتصحيح الإمضاء، ليتسلم ابن صاحب الوكالة المبالغ المالية العالقة، ويخبرهم بعدها أن تذاكرهم سيتسلموها بمدخل المطار، لينقل الحجاج بعدها صوبه، وليتفاجئوا بعدها باختفاء ابن صاحب الوكالة، وبعدم وجود أي رحلة مبرمجة في اسم الوكالة.
وما زال صاحب الوكالة والقيم ديني، يقدمان الوعد تلو الوعد، عبر أحد منصات الإتصال للحجاج، من دون أن تتحقق هذه الوعود.
وكان وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش قد فتح بحثا في الموضوع بعد توصله بشكاية منذ حوالي عشرة أيام، عقب تخلف الوكالة في توفير التذاكر ورحلة الطيران والتي كانت محددة يوم فاتح رمضان الأبرك، وأعطى تعليماته للضابطة القضائية للاستماع لكافة الأطراف المرتبطة بالموضوع، قبل أن يختفي صاحب الوكالة عن الأنظار، ويبقى القيم الديني هو من يقوم بنقل رسائله للمعتمرين، ومن يقدم الوعود الكاذبة بدله.