ايقاف شرطي بتهمة تعنيف رئيس دائرة أمنية
أوقفت عناصر الشرطة العاملة بمنطقة أمن العيايدة بسلا، منتصف الأسبوع الماضي، مقدم شرطة يشتغل بمجموعة حماية المنشآت الحساسة بالرباط، بعدما أخذ بخناق رئيس دائرة أمنية تابعة للمنطقة.
وذكرت يومية “الصباح” التي أوردت الخبر، أن الشرطي توجه إلى الدائرة لوضع شكاية بسحب شباك أوتوماتيكي بطاقة الائتمان منه وتركه بدون أموال، ليرد عليه رئيس الدائرة بأن الموضوع ليس من اختصاصه، وأن عليه انتظار فتح الوكالة للتقدم نحو المدير لوضع الشكاية أمامه وإعادة البطاقة، وأن هذا الأمر جار به العمل.
لكن المقدم كان في حالة هستيرية وأخذ بخناق المسؤول الأمني وهو برتبة عميد ممتاز، قبل أن يتدخل الموظفون والأمنيون العاملون بالدائرة وفضوا الاشتباك، وبعدها أحكموا القبض على رجل الأمن المعتدي، وجرى إخبار ولاية الرباط تمارة الخميسات سلا، وأيضا قائد ثكنة مجموعة حماية المنشآت الحساسة.
وبحسب اليومية، جرى الاستماع إلى عدد من الشهود في الواقعة، كما جرى الاستماع إلى رئيس الدائرة، وتطابقت تصريحاتهم في النازلة،إذ أن الشرطي العامل بحراسة إحدى السفارات الأجنبية بالعاصمة الرباط، سحب منه الشباك البنكي بطاقة السحب الأوتوماتيكي، وأنه قصد الدائرة الأمنية قصد التشكي من المؤسسة البنكية وإنجاز محضر في ذلك، لكن تبين أن تصريحه وطلبه غير مقبولين، وأن الأمر عاد جدا ويقتضي التوجه إلى مكتب مدير الوكالة البنكية وتوجيه طلب شفوي له لإعادة البطاقة إياها، والبحث في سبب ابتلاعها من قبل الشباك الأوتوماتيكي.
والغريب في الأمر أن الشرطي بدوره أكد أقوال الشهود والمعتدى عليه، وتبين من خلال الأبحاث التي أجرتها مصلحة الشرطة القضائية بالأمن الإقليمي لسلا وبحضور مسؤولين أمنيين كبار أحدهم برتبة وال، أن الموقوف يعاني اضطرابات نفسية تستوجب العلاج، وبعد تمديد الحراسة النظرية له وإشعار النيابة العامة، جرت إحالته على مستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية الكائن مقره بدائرة المزرعة بسلا.
وكشف مصدر اليومية، أنه لحسن الحظ أن الشرطي لم يكن يحمل معه سلاحه الوظيفي أثناء اعتدائه على رئيس الدائرة الأمنية، وأنه كان يعاني اضطرابات نفسية، دون إثارة انتباه رؤسائه في العمل بثكنة فرقة مجموعة حماية المنشآت الحساسة الكائن مقرها بباب الخميس بسلا.
وتتابع وحدة أمنية عن كثب علاج الشرطي، منذ منتصف الأسبوع الماضي، وتراجع رئيس الدائرة الأمنية عن مقاضاته، بعد إخباره بمرضه النفسي، في انتظار ما ستؤول إليه إجراءات المواكبة والتتبع من قبل القائمين على خلية الطب النفسي بولاية أمن الرباط.