المديرية الجهوية تفتتح الموسم الثقافي بدرس حول البنيان والعمران بحواضر المغرب
تنظم المديرية الجهوية للثقافة مراكش أسفي بتنسيق مع محافظة قصر البديع، الدرس الإفتتاحي للموسم الثقافي 2023 حول موضوع “البنيان والعمران: نماذج من حواضر المغرب”، وذلك يوم السبت 11 فبراير الجاري على الساعة 11 صباحا برحاب المعلمة التاريخية قصر البديع بمراكش.
وتنطلق الأرضية العلمية لهذا الدرس الافتتاحي، وفي بلاغ للمديرية، من أن التراث العمراني يمثل الأداة الرئيسية لنقل القيم والقواعد المشترکة والتواصل بين الماضي والحاضر وتعزيز الهوية الوطنية للشعوب، و تشکل المدن التاريخية إرثا حضاريا زاخراً ببعده التاريخي و نسيجه العمراني، وتكمن أهمية المدن التاريخية والمواقع الأثرية باعتبارها نتاجاً لطبقات متوالية من التاريخ البشري طبيعياً ومعنويا، وارتبطت العمارة بالإنسان ارتباطًا وثيقًا بوصفها عملًا لازمًا له ومعبرًا عن ثقافته، فعبر التاريخ تتکون حضارات وأمم تسعى لتمييز هويتها، وتصيغ تلک الشعوب حضارتها في مبانٍ تعکس ثقافتها ورقيها، ومدى تفاعلها مع مکونات البيئة المحيطة، وتقترح الدكتورة مينة المغاري في محاضرتها العلمية نماذج مختارة من الحواضر المغربية، طارحة بعض القضايا للنقاش من قبيل النماذج المعمارية ، والتَّعبيرُ، والرُّموزُ، والدِّلالاتُ، وقضية التأثير و التأثر ، والترميم …
وتستضيف المديرية الجهوية للثقافة مراكش أسفي الأكاديمية والدكتورة مينة المغاري وهي أستاذة وباحثة بالمعهد الجامعي للدراسات الإفريقية والأورومتوسطية والإيبيرو أمريكية التابع لجامعة محمد الخامسة بالرباط، أستاذة التعليم العالي وباحثة في كلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط، حاصلة على دكتوراه السلك الثالث في موضوع “المساجد الجامعة خلال عهد السطان المولى سليمان 1792-1822، حاصلة على دكتوراه الدولة تخصص “تراث وعمارة إسلامية” حول موضوع “الصويرة: دراسة تاريخية وآثرية”، بالإضافة إلى أنها عضو خبير في عدة منظمات وطنية ودولية تُعنى بقضايا التراث والعمارة.
وصدرت لها العديد من المؤلفات والإصدارات من أهمها: “مدينة السويرة موكادور: دراسة تاريخية أثرية”، البحث في أصول النسيج الحضري ما بعد الوسيطي، le patrimoine culturel immateriél du ksar Ait Ben Haddou… تتويجا لمسارها العلمي الحافل، تُوجت الدكتورة مينة المغاري بالعديد من الجوائز الوطنية والدولية تقديرا لمساهماتها النوعية في ترسيخ البحث العلمي والنبش في قضايا التراث والآثار.
ويشرف على تسيير مجريات الدرس الافتتاحي الدكتور “محمد رابطة الدين” الذي يشكل تاريخ وتراث مجال مراكش حقل أبحاثه ودراساته، وهو باحث وأستاذ جامعي سابق بجامعة القاضي عياض بمراكش، ساهم في إعداد العديد من المشاريع العلمية وطنيا ودوليا حول تاريخ الفن والعمارة الإسلامية والتراث المعماري لمراكش، صدر له كتاب “مراكش زمن حكم الموحدين”، “جوانب من تاريخ المجال والإنسان”…بالإضافة إلى العديد من المقالات العلمية المنشورة في دوريات ومجلات علمية متخصصة.
وجدير بالذكر أن تنظيم المديرية الجهوية للثقافة لهذا الدرس الافتتاحي يأتي في سياق تنزيل استراتجيتها الرامية إلى إشاعة ثقافة البحث العلمي، وتعميق النقاش حول قضايا الثقافة والتراث بجهة مراكش أسفي.