انعقدت اليوم الأربعاء بالصويرة، الدورة الأولى من المنتدى الجهوي للسياحة، بمشاركة ثلة من صانعي القرار وممثلي المؤسسات الوطنية وعدد من الفاعلين والخبراء في القطاع السياحي.
ويشكل هذا الملتقى الهام الذي نظمته غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة مراكش آسفي، تحت شعار” من أجل استدامة وابتكار السياحة بجهة مراكش آسفي”، فرصة لتبادل الأفكار وتعزيز سبل التعاون من أجل تحفيز الإبداع والوصول إلى سياحة مستدامة كفيلة لمواجهة التحديات الآنية والمستقبلية.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد عامل إقليم الصويرة، عادل المالكي، أن اختيار الصويرة لاحتضان هذا اللقاء لم يكن صدفة، بل هي فرصة سانحة للوقوف على الدينامية الاقتصادية والاجتماعية لمدينة الصويرة والإقليم، مبرزا الأداء الاستثنائي للقطاع السياحي، باعتباره ركيزة أساسية للتنمية ورافعة اقتصادية كبرى للإقليم.
وقدم المالكي، في هذا السياق، حصيلة مفصلة عن أداء القطاع السياحي بمدينة الرياح خلال سنة 2024، متطرقا على الخصوص، إلى ارتفاع الطاقة الاستيعابية للفنادق المصنقة إلى 11 ألف و252 سريرا (نحو ضعف الطاقة الاستيعابية المسجلة خلال سنة 2019)، وارتفاع ليالي المبيت بنسبة 8 في المائة، ومعدل ملء بمتوسط 47 في المائة مع مؤشر رضا بـ8,7 على منصة “بوكينغ”، وكذا مشاريع استثمارية كبرى بحوالي 3 مليار درهم، تضم مشروع محطة موكادور الذي سيوفر أزيد من 20 ألف منصب شغل على المديين القصير والمتوسط.
وأشار عامل الإقليم إلى أن عددا من المشاريع الهيكلية توجد في طور الإنجاز لتقوية جاذبية الإقليم، لاسيما برنامج تثمين المدينة العتيقة، ومشروع حاضرة الفنون والثقافة الذي عرفت أشغال انجازه تقدما بنسبة 65 في المائة، وتحسين الولوجيات إلى الساحل الأطلسي، خاصة الطرق الساحلية الرابطة بين آسفي والصويرة، التي ستفتح آفاقا جديدة للقرى الساحلية كسيدي كاوكي ومولاي بوزرقطون.
من جانبه، أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة مراكش آسفي، كمال بن خالد، أن الجهة القوية بمؤهلاتها السياحية الاستثنائية، سواء كانت طبيعية، ثقافية أو تاريخية، تحتل مكانة مركزية قي المشهد السياحي الوطني، مسجلا أنه طبقا لاختصاصاتها، تلتزم الغرفة بشكل نشيط في دعم القطاعات الاقتصادية لمختلف أقاليم الجهة، مع العمل على تقوية تنافسية المهنيين المحليين للسياحة.
وأضاف أنه في ظل هذه الدينامية، يشكل تنظيم المملكة لتظاهرات رياضية عالمية كبرى (كأس أمم إفريقيا 2025 ومونديال 2030) فرصة كبيرة للدفع بتحول نوعي للقطاع السياحي، وتقوية موقع المغرب ضمن الوجهات السياحية الكبرى العالمية، وتجسيد أهداف خارطة الطريق الوطنية الرامية إلى استقطاب 26 مليون سائح في أفق 2030.
من جانبه، شدد رئيس مجلس جهة مراكش آسفي، سمير كودار، على ضرورة تعزيز الصويرة بمشاريع بنيات تحتية تقوي من ربط المدينة مع أقطاب سياحية واقتصادية للمملكة.
وأكد في هذا السياق، على أهمية توفر المدينة على طريق سيار وخط سككي، مع تحسين البنيات التحتية المطارية، بهدف تعزيز الوصولات السياحية والمستثمرين، والمساهمة في النمو المستدام للقطاع السياحي وتحقيق إشعاع جوهرة الأطلسي على الصعيدين الوطني والدولي.
بدوره، دعا رئيس المجلس الجماعي للصويرة، طارق عثماني، إلى تحسين البنيات التحتية الطرقية لتسهيل الولوج إلى الصويرة كأحد الوجهات السياحية المهمة بالمملكة والتي ما فتئت تحقق أداءات غير مسبوقة كل سنة.
وأكد السيد عثماني ضرورة توفير كل الفرص لمدينة الرياح حتى تحقق أقصى استفادة من المؤهلات التي تزخر بها، لتصبح قادرة على مضاهاة أفضل الوجهات السياحية العالمية.
من جهة أخرى، تميزت الجلسة الافتتاحية بتسليم جائزة “أفضل قرية سياحية” التي تمنحها منظمة الأمم المتحدة للسياحة للقرية الساحلية مولاي بوزرقطون، الواقعة بإقليم الصويرة، اعترافا بتميزها في مجال السياحة المستدامة وصون تراثها المحلي.
ويهدف المنتدى الجهوي للسياحة إلى تسليط الضوء على آليات دعم وتطوير المنتوج السياحي، وأهمية التكوين المستمر للعاملين في قطاع السياحة، وتوفير إطار للتواصل بين المشاركين، مما يسمح بتعزيز التعاون وتبادل أفضل الممارسات لتطوير السياحة على المستوى الجهوي.
المراكشي/ و م ع