الضاحيةمراكش

استمرار استغلال مياه الواد الحار في النشاط الفلاحي بتامنصورت يسائل السلطات

على الرغم من الشكايات والتنبيهات التي مافتئ يطلقها حقوقيون ومهتمون بالمجال البيئي، إلا أن مافيا “الزراعة القذرة” مصرة على استغلال مياه الصرف الصحي التي تطرحها التجمعات السكنية بضواحي مراكش في الإنتاج الفلاحي.

و وفق المعطيات التي توصلت بها صحيفة “المراكشي”، فإن آخر مظاهر هذا الإستغلال اللامشروع للمياه العادمة تم الوقوف عليه صباح اليوم الجمعة 26 يوليوز 2024 خلف تجزئة البستان وإقامة الدرك الملكي الشطر الثامن بتامنصورت وتحديدا بالمكان المخصص لبناء الجامعة.

وعاينت مصدر الصحيفة، إقدام أحد المزارعين على استعمال مضخة لتحويل مياه الصرف الصحي التي تطرحها التجمعات السكنية للمدينة الجديدة، واستغلالها في السقي والإنتاج الفلاحي مما يهدد المنطقة بكارثة بيئية، ويشكل خطرا على حياة وصحة المواطنين، لاسيما و أن تلك المنتوجات يتم توجيهها نحو الأسواق المحلية بتامنصورت ومراكش..

وكانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش، طالبت بالتحقيق في مشاكل صرف المياه العادمة بجماعات واحة سيدي ابراهيم، حربيل تامنصورت، سعادة، الاوداية وسيد الزوين، واستخدامها لأغراض فلاحية.

و أكدت الجمعية في بيان لها، وقوفها على استمرار غياب خدمة التطهير السائل بكل من مدينة تامنصورت، و أكبر التجمعات السكانية بجماعات واحة سيدي ابراهيم، حربيل تامنصورت، سعادة، الاوداية وسيد الزوين، مضيفة أن الجهات الموكول لها تدبير الشأن العام تلجأ لتصريف مياه الصرف الصحي بمجموع هاته الجماعات باتجاه واد تانسيفت، بسبب غياب محطات للتصفية. كما عاينت مضخات لدفع المياه و شبكة أنابيب بلاستيكية معدة للسقي مربوطة بمستنقعات المياه العادمة على امتداد عشرات الكيلومترات باتجاه الاراضي الفلاحية لسقي المنتجات الفلاحية والمحاصيل الزراعية، بما فيها عشرات الهكتارات من الخضروات والأشجار المثمرة أمام أعين السلطات والمجالس المحلية والدرك البيئي وشرطة الماء.

وأكدت الجمعية المغربية لحقوق الانسان أن الوضع بهاته الجماعات خصوصا مدينة تامنصورت يعتبر كارثة حقيقية تهدد المجال البيئي والفرشة المائية بحوض تانسيفت، محذرة من انعكاساته الخطيرة على عموم الساكنة.

واستغربت الجمعية غياب محطة للتصفية بالمدينة الحديثة الإنشاء والتي تضم أزيد من 60 ألف نسمة، وكانت منجزة لتستوعب أكثر من هذا العدد من السكان في العشرية الأولى من التأسيس، وبجماعات قريبة من محطة التصفية العزوزية كجماعة واحة سيدي ابراهيم وسعادة، وطالبت بإحداث محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي خاصة بتامنصورت والدواوير المجاورة والجماعات المحيطة بمراكش أو دمجها في شبكة محطة التصفية العزوزية.

فهل تتحرك السلطات لوقف استغلال المياه العادمة في الإنتاج الفلاحي وترتيب الجزاءات القانونية بحق المتورطين في هاته الأفعال..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى