استطلاع: 66 % من المغاربة يرفضون إقامة الأفارقة و 72 % ضد لعب المغرب دور دركي
هشام بوطذيب/ صحفي متدرب
كشف استطلاع للرأي أنجزته المنظمة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، والمركز المغربي للمواطنة، خلال الفترة الممتدة ما بين 16 فبراير و3 مارس 2023، وعرف مشاركة 3158 شخص من جميع جهات المملكة وكذا مغاربة الخارج، عن معطيات صادمة للمستطلعين تجاه المهاجرين القادمين من بلدان افريقيا جنوب الصحراء.
وعبر 86 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع عن مخاوفهم من أن تزايد عدد المهاجرين بالمغرب سيصبح إشكالية يعاني منها المغرب في المستقبل. فيما رفض 66% من المشاركين أن يصبح المغرب مكان إقامة بديلا للمهاجرين الأفارقة، في حين وافق 25 % على أن إقامة المهاجرين الدائمة بالمغرب كبلد لهم.
كما رفض 55 %من المشاركين في الاستطلاع أن يتحول المغرب إلى بلد استقبال للمهاجرين الأفارقة، فيما لم يمانع 44% من المشاركين في أي يصبح المغرب بلد استقبال، في حين عبّر 72% من المشاركين لعب المغرب لدور دركي الحدود لصالح أوروبا، بينما وافق 18 % من المستجوبين لكن بشروط.
أما فيما يتعلق بوجوب تعزيز مراقبة الحدود المغربية لمنع ولوج مهاجرين آخرين الى المغرب، يرى 87% من المشاركين صرورة والزامية فعل ذلك، في يرفض 7 % ذلك، و7 % لم يكن لهم رأي في الموضوع.
من جهة أخرى شدد 67% من المشاركين على فكرة كون دول الجوار وخصوصا الجزائر تتساهل مع دخول المهاجرين إلى التراب المغربي، في حين أن 10 % يرون عكس ذلك تماما، فيما 23 % لم يقدموا رأيا في الموضوع.
وأوضح هذا الاستطلاع أن الفئة العمرية دون 30 عامًا تظهر بعض مؤشرات ارتفاع منسوب عدم التسامح لديها تجاه المهاجرين مقارنة مع باقي الفئات العمرية المشاركة في الاستطلاع، إذ رفض 53% من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما تمكين المهاجرين من الولوج الى الخدمات الاجتماعية من قبيل الصحة والتعليم، في حين أن هذه النسبة لا تتجاوز 26% بالنسبة لباقي الفئات العمرية.
كما أن 58% من المشاركين دون 30 سنة لا يقبلون بإدماج المهاجرين كمسـتخدمين أو عمال في المقاولات والشركات بالمغرب في حين أن هذه النسبة لا تتعدى 32 % لدى الفئات العمرية الأخرى.
بالإضافة إلى أن 58 % من المشاركين دون 30 سنة لا يقبلون أن يجاورهم في السكن مهاجر، مقابل 37 % لدى الفئات العمرية الأخرى.
ويرى 79% من المشاركين دون 30 سنة أن العدد الحالي للمهاجرين بالمغرب مرتفع في حين أن هذه النسبة تنخفض إلى 59 % لدى باقي الفئات العمرية الأخرى.
فيما يعتقد 71% من الفئات العمرية التي تقل عن 30 سنة، أن المهاجرون يساهمون في ارتفاع نسبة البطالة لدى الشباب، في حين أن هذه النسبة تصل إلى 48 % لدى باقي الفئات العمرية.
وأوصت المنظمة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، والمركز المغربي للمواطنة، اللتين أنجزتا الاستطلاع بضرورة مراجعة دور الدركي الذي يقوم به المغرب، كما أكدتا على ضرورة التعامل الحذر مع تحول موضوع الهجرة إلى أداة جيو-استراتيجية للضغط والابتزاز من قبل دول الشمال على دول الجنوب، بغرض تحويلها إلى دركي في مجال محاربة الهجرة غير النظامية دون النظر إلى العوامل التي تفرض هذه الظاهرة.
وأوصت الهيئتان كذلك بضرورة العمل على نشر قيم التسامح والعيش المشترك وثقافة حقوق الإنسان، مع ضرورة إشراك هيئات المجتمع المدني في السياسات العمومية الهادفة الى إدماج المهاجرين من جنوب الصحراء.
كما تقدمت الهيئتان بدعوة المؤسسات الوطنية من برلمان والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والمجلس الوطني لحقوق الانسان إلى تقييم السياسات العمومية المعتمدة في مجال الهجرة وذلك ضمن اختصاصاتها الدستورية.
وأكدت الهيئتان كذلك على العمل على إقرار قانون يجرم كل أشكال التمييز والعنصرية تماشيا مع الدستور ومع التزامات المغرب الدولية في مجال حماية حقوق الإنسان.