اختتمت الجمعة بمراكش، أشغال ملتقى المعتمد الدولي للشعر في دورته الأولى، بتقديم قراءات شعرية بلغات العالم تلامس دور الشعر في تجسير الهوة بين الثقافات، وتقديم مداخلات وشهادات في محور “الشاعر، الترجمة، والآخر” من قبل شعراء وفنانين مغاربة وأجانب.
وشكلت هذه التظاهرة الثقافية، التي نظمتها دار الشعر بمراكش، في إطار التعاون بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمغرب ودائرة الثقافة بالشارقة بالإمارات العربية المتحدة، على مدى يومين، مناسبة لتجسير الهوة بين الثقافات من خلال حوار خلاق ولقاءات شعرية بين شعراء ضفتي حوض المتوسط، ومستقبلا بين ضفاف العالم.
وتميز اليوم الأخير من الملتقى، الذي يعتبر لحظة جديدة لدار الشعر في برمجتها لجعل الشعر قوة اقتراحية للحوار ونسج علاقات التعاون بين الشعراء والمترجمين، والفنانين، بتنظيم لقاء برحاب كلية اللغة العربية تخللته مداخلتين لكل من الناقد الفلسطيني مهند ذويب، والفاعلة الثقافية والإعلامية البلغارية تيودورا ستانكوفا، وشهادات لشعراء مغاربة وأجانب تم خلاله تسليط الضوء على أهمية الشعر في فتح الجسور بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط وترسيخ قيم الشعر، وتجسير الهوة بين الثقافات وفتح قنوات الحوار بين الشعراء من خلال الترجمة، وتمثل مفهوم الآخر لدى شعراء الضفتين.
وأبرزت المداخلات والشهادات التحولات التي عرفها الشعر، والصعوبات التي تعترضه للمساهمة في حل المشاكل المطروحة ووقف الحروب القائمة، مشيرين إلى أن الشعر يسهل عملية التواصل مع الآخر عبر الترجمة التي يجب أن تلقن للأطفال في سن مبكرة لأهميتها في توعية المجتمع والمساهمة في جعل الشاعر حرا في إبلاغ رسالته الشعرية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال حسين حبش، الشاعر السوري الكردي المقيم في ألمانيا، إن الملتقى شكل فرصة للالتقاء بمجموعة من الشعراء الأجانب والمغاربة، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة الثقافية التي عرفت تقديم قراءات شعرية مختلفة، خلقت نوعا من التفاعل بين الشعراء المشاركين، ومن شأنها بناء جسور للمحبة بين الناس.
من جهتها، أشارت الشاعرة والباحثة المغربية في التصوف، ثريا إقبال، إلى أن اللقاء تركز حول الترجمة والشعر والآخر، وعلاقة الشاعر بنفسه وبالمترجم، قائلة إن “الشعر هو امتداد كبير في لغات أخرى، وهذا هو دور الترجمة، التي تعتبر إبحارا بين الضفتين، ضفة اللغة الأصلية، وضفة المتلقي من الثقافة الأخرى”.
ولفتت من جهة أخرى، إلى أن عقد هذا اللقاء بكلية اللغة العربية يُجسد انفتاح دار الشعر على جميع المؤسسات لاسيما التعليمية التي تسهم في تلقين اللغة العربية وآدابها وفنونها.