اختتمت مساء أمس الأحد بمراكش، فعاليات الملتقى الروحي الدولي الثالث لمولاي علي الشريف دفين مراكش والذي شكل مناسبة لتسليط الضوء على الذاكرة الصوفية بالمملكة وصيرورتها التاريخية.
وجرى خلال هذه التظاهرة المنظمة بمبادرة من مؤسسة مولاي علي الشريف دفين مراكش- باب هيلانة، حول موضوع “قيم التصوف السني المغربي وامتدادها الروحي عالميا، تعلق بوجد أو وسيلة تواجد”، إبراز مرتكزات الهوية الروحية والثقافية الأصيلة للمغرب والعمل على ترسيخها ونشرها وطنيا ودوليا.
وتميز حفل الاختتام بالاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف بفضاء مدرسة ابن يوسف العتيقة بمشاركة ثلة من فرق السماع والمديح من مشارب صوفية وطنية تخللتها أذكار وابتهالات نبوية شريفة وقصائد شعرية.
كما تم إلقاء كلمات للضيوف العلماء الممثلين للدول المشاركة في هذا الملتقى أبرزت العمق الفكري لهذه التظاهرة العلمية الروحية، مذكرة بأمجاد الماضي وقيم الأسلاف البررة لاستخلاص العبر من سيرهم لبناء الحاضر والمستقبل.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، عبد الرحيم بنعلي، أن قيم التصوف السني المغربي ترتكز على المذهب المالكي السني وعلى إشعاعه الذي يعتمد على الوسطية والاعتدال عبر قرون عاشها المغرب بقيادة ملوك الدولة العلوية الشريفة.
وأضاف أن المغرب والمغاربة متمسكون بهذه المبادئ والخصائص الدينية والروحية التي تسمح بالتعايش والتسامح وترسيخ الأخلاق الفاضلة واستمراريتها تحت القيادة النيرة للملك محمد السادس.
من جانبه، أشار ممثل الطريقة التيجانية في نيجيريا، موسى الحاج عثمان عمر، في تصريح مماثل، إلى أن هذا الملتقى الصوفي الروحي يعتبر حدثا متميزا، و”ترجمة صادقة عن طبيعة أرض المملكة المغربية وشعبها في احترام أهل التصوف الإسلامي”.
وأكد من جهة أخرى، على أن “المغرب له الفضل على نيجيريا وعلى الأمة الإفريقية، فالمملكة المغربية تقوم بمجهود كبير في مجال التصوف”.