أحمد بومعيز/ الصويرة
هنا في الصويرة ، وعلى مدار أيام وليالي مهرجان كناوة وموسيقى العالم ، من 27 إلى 29 يونيو الجاري ،لا شيء يعلو على أنغام و إيقاع الموسيقى التي تصدح بها فضاءات المدينة، ومنصات مهرجان كناوة وموسيقى العالم .
وهنا في الصويرة فقط ، تؤكد حفلات المزج بين مختلف الايقاعات والألوان الفنية من مختلف دول العالم أن الموسيقى هي لغة السلام بامتياز، و هنا تعلن الصويرة أن التعايش بين الثقافات والحضارات والشعوب ممكن جدا .
هكذا يمكن أن نصف ونقرأ مهرجان كناوة الذي تحتضنه الصويرة أو تحضنه ،كما حضنته منذ أن كان حلما بفسحة أمل، منذ ربع قرن .
كثيرة هي المعطيات والمؤشرات التي تؤكد أن الحلم صار حقيقة في الصويرة ،وأن الأمل يربى ويكبر على إيقاع الفن والإبداع، وأن الموسيقى توحد الشعوب فعلا .
وهكذا ،وعلى سبيل فعاليات مهرجان كناوة وموسيقى العالم في دورته 25 ، كثيرة هي الحفلات و اللقاءات الفنية والمنتديات والندوات، حتى أن حصرها وإعطاء كل فقرة ومكون حقه في الإخبار و الإعلام والتتبع بات صعبا . لكن ،وفي ذات السياق ، لا مناص من الوقوف على أهم المحطات و المعطيات الخاصة بهذه الدورة الاستثنائية ، من حفلات المزج التي ضمت في الليلة الأولى من المهرجان ،مجموعات موسيقية من المغرب واسبانيا وساحل العاج والبرازيل ،في لوحات موسيقية فريدة ألهبت جمهور المهرجان الذي جاوز 100 ألف كل ليلة ، بمجموع عدد قد يحقق رقما قياسيا جديدا هذه الدورة.
كما تجدر الإشارة إلى الحفلات الموسيقية الأخرى التي لا تقل أهمية عن سهرة الافتتاح، بحضور فنانين ومعلمي كناوة من المغرب ومن دول العالم، إذ شهدت الدورة مشاركة 14 جنسية مختلفة.
كما يجب الوقوف أيضا ، عند منتدى حقوق الإنسان في دورته 11 هذه السنة، والذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ،بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الانسان، و مجلس الجالية المغربية بالخارج ،والذي دار حول تيمة ” المغرب واسبانيا والبرتغال،تاريخ بمستقبل واعد” ، وعرف مشاركة العديد من الوجوه السياسية والباحثين والخبراء، من بينهم رئيس الحكومة الإسبانية السابق خوسي لويس رودريغو ثاباتيرو .
كما عرف المهرجان هذه الدورة حضور كلية بيركلي الأمريكية للموسيقى، والتي أشرف أساتذتها على مجموعة من الورشات التكوينية لفاءدة العشرات من الفنانين الموهوبين من المغرب ودول إفريقا .
هذا مع الإشارة إلى عدد من المعارض الفنية والتشكيلية بمختلف أروقة المدينة ، وكذا موائد مستديرة حول ثقافة كناوة والتحولات التي تعرفها ، وذلك ارتباطا بتخصيص كرسي لهذه الثقافة بجامعة محمد السادس.