أكد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، الاثنين بمراكش، على الحاجة إلى تعاقد عالمي جديد يتجاوز الدفاع عن الحقوق السياسية والسوسيو-اقتصادية والثقافية إلى الدفاع عن حقوق الكوكب والأجيال الصاعدة.
وأبرز لشكر، في كلمة بمناسبة افتتاح أشغال الدورة الأولى للمنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين، الذي ينظمه الفريق الاشتراكي-المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، بشراكة مع الشبيبة الاتحادية وشبكة “مينا لاتينا”، على مدى ثلاثة أيام، أن “العالم اليوم مطالب بالإجابة على أسئلة وإكراهات تتجاوز قدرات وإمكانات البلد الواحد، ولو كان قوة عظمى”.
وأضاف أنه “لا أدل على ذلك ما أبانت عنه جائحة كوفيد-19 على صعيد العالم، من كون المخاطر التي كنا نتأهب لمواجهتها ونتسلح لحماية أنفسنا وأوطاننا منها لن تكون هي المخاطر التي قد تفتك بالبشرية، فالتهديد الأكبر على حياتنا جاءنا من كائن مجهري لا يميز بين فقير وغني ولا أبيض أو أسود ولا يأبه للحدود”.
والتحدي نفسه، يتابع السيد لشكر، يفرضه التغير المناخي الذي أصبح منذ بداية الألفية الثالثة قضية تسترعي انتباه الجميع نظرا للمخاطر المهولة والمتعددة التي يسببها على حياة الإنسان والبيئة ومن يعيش داخلها من كائنات حية، لافتا إلى أن الدول أصبحت تسعى إلى نهج نمط تنمية مستدامة يحفظ التوازن بين تداعيات التطور الاقتصادي والاجتماعي المتسارع من جهة، وبين مستلزمات المنظومات البيئية من أجل ضمان العيش السليم للمواطنين والمواطنات اليوم وفي المستقبل، من جهة ثانية.
وسجل أن هذه الظواهر لها تبعات أقوى من الحروب والأزمات الاقتصادية، “وتدفعنا بالتالي لمساءلة منظماتنا الدولية والإقليمية التي عجزت عن التعامل مع هذه الأزمات الجديدة بكل المقاييس”، مبرزا أنه إذا كانت البشرية قد أبدعت جهازا كعصبة الأمم إبان الحرب العالمية الأولى لتفادي الحروب في أوروبا ثم طورت هذا الإطار إلى منظمة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية لطي صفحة الإمبريالية ونشر قيم حقوق الإنسان والحريات، “فإننا اليوم محتاجون لتطوير هذا الإطار مجددا سواء من حيث هيكلته أو صلاحياته وحتى أهدافه”.
وفي هذا الصدد، نبه الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى أن “الانغلاق على الذات وتغليب السياسات الحمائية (الشوفينية) في هذه الظروف أصبح هو الحل السهل الذي لجأت إليه أغلب الدول، ولكنه حل غير مستدام بالنظر إلى الترابط الذي يطبع مجتمعاتنا واقتصاداتنا”.
وشدد على أنه من الممكن إعادة النظر في طرق وسلاسل الإنتاج من خلال استحضار ضرورة ضمان السيادة الغدائية، وتأمين حد أدنى من الاكتفاء الذاتي من بعض المنتجات، وخفض بصمة الكربون للسلع، وتجاوز منطق السلع الأرخص لصالح السلع الأجود والأكثر استدامة بيئيا واجتماعيا.
من جهة أخرى، اعتبر لشكر أن تمكين الشباب في الأحزاب من التمرس على السياسة الحقة “ضرورة حتمية لضمان استمرار وتجدد مشروعنا المجتمعي”، معربا عن قناعته بأن هذا التمرس يمر بالتأكيد عبر الترشح للانتخابات وتمثيل المواطنين محليا أو وطنيا، وكذلك عبر الانفتاح على العالم والتمرس على العلاقات الدولية.
ويهدف المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين إلى تشجيع البرلمانيين الشباب على مناقشة القضايا ذات الراهنية وتحليلها واقتراح حلول مبتكرة وفعالة، من خلال استغلال مهاراتهم في استخدام التكنولوجيات الجديدة وشبكات التواصل الاجتماعي لتعبئة وزيادة وعي الأطراف الفاعلة الأخرى حول هذه القضايا المهمة، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والبيئة والمساواة بين الجنسين. كما يمكنهم أخذ الريادة في هذه القضايا من خلال مقاربات وأدوات جديدة، مع تطوير الشراكات الدولية.
كما يروم المنتدى، المنعقد تحت شعار “مساهمة البرلمانيين الشباب في تعزيز السياسات العمومية التقدمية والعادلة”، تمكين البرلمانيين الشباب الذين هم في فترة ولايتهم البرلمانية الأولى، من الانفتاح على مختلف المقاربات الدولية، واستلهام الأفكار وإلهام نظرائهم من جميع مناطق العالم، فضلا عن توفير فرصة للتواصل والتعاون في مختلف القضايا والمواضيع التي تهم الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين في جميع أنحاء العالم.
المراكشي/ و م ع