بعد أزيد من أسبوعين من تداول صور حجرة تحمل كتابة “تيفيناغ”، على مواقع التواصل الإجتماعي، مع الإشارة إلى أنها اكتشفت في “منطقة الولجة، سيدي عابد، دكالة” (نواحي الجديدة)، لم تتمكن السلطات الثقافية والمحلية بإقليم الجديدة من الحصول على معلومات واضحة وأكيدة حول الحجرة المذكورة.
وأشار بلاغ صحفي في الموضوع إلى أن المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بتنسيق مع مديرية التراث الثقافي إلى “اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للتحقق من مكان الاكتشاف و للوصول إلى الحجرة قصد دراستها وتوثيقها، حيث قامت المصالح الجهوية لقطاع الثقافة- وزارة الشباب والثقافة والتواصل- بتحريات موسعة في عين المكان بتعاون مع السلطات المحلية بإقليم الجديدة، ولكنها لم تمكن من الحصول على معلومات واضحة وأكيدة حول الحجرة المذكورة”.
وأشار ذات المصدر، إلى أنه “بغض النظر عن مكان اكتشاف الحجرة، يعلن المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، استنادا إلى فحص الصور الذي أجراه عبد العزيز الخياري، أستاذ بنفس المعهد ومتخصص في الكتابات القديمة، أن الحجرة هي شاهد قبر يحمل نقيشة جنائزية عبارة عن سطر عمودي ومكتوبة بالحروف الليبية libyques (وهي الحروف التي كتبت بها اللغة الأمازيغية قديما والتي اشتقت منها حروف “تيفيناغ”)”.
وأورد البلاغ إلى ذات الفحص خلص إلى أن “النقيشة المذكورة تنتمي إلى الحقبة القديمة السابقة على مجيء الإسلام، وهي مشابهة من حيث نوع ومميزات الأبجدية الليبية المستعملة فيها لنقائش أخرى عثر عليها سابقا بكل من عين الجمعة (في الجنوب الغربي من الدار البيضاء) وسيدي العربي بضواحي المحمدية والنخيلة بمنطقة سطات وسوق الجمعة بمنطقة المعازيز، إلخ”.
واوضح أن “هذه الوثائق تكتسي جميعا – رغم أن رموز كتابتها لم تفك بعد- أهمية كبيرة من الناحية التاريخية والثقافية والكتابية، إذ تعتبر مؤشرات واضحة ودلائل ملموسة حول تعمير المنطقة خلال الحقبة القديمة وحول تداول الكتابة الأبجدية الليبية، ويمكن أن تسهم مستقبلا في تسليط الضوء على خصائص اللغة الأمازيغية القديمة التي لا زالت معرفتنا بها جد محدودة”.