محكمة الإستئناف: قضت غرفة الجنايات الإستئنافية المكلفة بجرائم الأموال لدى محكمة الإستئناف بمراكش، في جلستها ليوم الخميس 15 فبراير 2024، بتأييد القرار المستأنف في جميع مقتضياته مع جعل الحبس المحكوم به نافذا في حدود سنة واحدة والباقي موقوف التنفيذ بالنسبة للمتهم إسماعيل البرهومي، وبالإقتصار في الحبس المحكوم عليه على 6 ستة أشهر حبسا نافذا بالنسبة للمتهم الثاني (ع،ا)، وتحميل المحكوم عليهما الصائر والاجبار في الأدنى .
وكانت غرفة الجنايات الإبتدائية المكلفة بجرائم الأموال لدى محكمة الإستئناف بمراكش، أسدلت ليلة يوم الخميس 16 فبراير 2023، الستار على أطوار محاكمة الرئيس السابق لجماعة حربيل والبرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار عن دائرة جليز، و موظف بالمصلحة التقنية للجماعة.
وقضت هيئة المحكمة بإدانة المتهمين بما نسب اليهما ومعاقبة المتهم إسماعيل البرهومي (الرئيس السابق) بسنتين حبسا نافذا وغرامة نافذة قدرها عشرون ألف درهم 20.000.00 درهم، ومعاقبة المتهم الثاني بسنة واحدة حبسا نافذا وغرامة نافذة قدرها عشرة ألاف درهم، وفي الدعوى المدنية التابعة بالحكم على المتهم الأول بأدائه للمطالبة بالحق المدني الجماعة القروية حربيل تعويضا مدنيا إجماليا قدره ستمائة وستون ألف درهم (660.000.00 درهم)، والحكم على المتهم الثاني بأدائه للمطالبة بالحق المدني تعويضا مدنيا جزافيا قدره ستون ألف درهم وتحميلهما الصائر وتحديد الإكراه البدني في الحد الأدنى.
وكان قاضي التحقيق بذات المحكمة، قد أحال المتمهين على غرفة الجنايات الإبتدائية المكلفة بجرائم الأموال لدى محكمة الإستئناف، بعد متابعتهما في حالة سراح من أجل “جنايتي اختلاس وتبديد أموال عمومية موضوعة تحت يده بمقتضى وظيفته” بالنسبة للمتهم الرئيسي، و”جنحة إستغلال النفوذ بالحصول على فائدة في صفقة عمومية” بالنسبة للمتهم الثاني.
وجاءت متابعة الرئيس السابق لجماعة حربيل، على إثر مجموعة من الإختلالات التي شهدتها الجماعة خلال الولاية التدبيرية الأخيرة (2015/2021)، حيث كشفت التحقيقات التي باشرها قاضي التحقيق بالغرفة الثالثة الخاصة بجرائم الأموال، بتخصيص مبالغ مالية كبيرة للدراسات التقنية التي أنجزتها جماعة حربيل دون أن تعود بأية فائدة على الجماعة، الأمر الذي اعتبر تبديدا وهدرا للمال العام وفق قاضي التحقيق الذي قرر متابعة المتهم إضافة إلى جناية التبديد، بجناية اختلاس أموال عامة في قضية تتعلق بالمساعدات الغذائية الرمضانية المقدمة من المجلس للساكنة سنة 2016، والتي خصص لها غلاف مالي بلغ 60 مليون سنتيم، وذلك في غياب محاضر تكشف صحة الإعانات والأشخاص المستفيدين منها والجهات المشرفة على التوزيع، وإن كان الرئيس صرح بكون الدعم وزع على الأسرة المعوزة تحت إشراف السلطة المحلية مدليا بلوائح لأشخاص بعضها موقع وبعضها بدون توقيع.
وقرر قاضي التحقيق متابعة المتهم الثاني من أجل “جنحة إستغلال النفوذ بالحصول على فائدة في صفقة عمومية”، بعدما خلص البحث والإستنطاق التفصيلي الذي أخضع له بتورطه في تمرير صفقة عدد 2015/03 بمبلغ 1.185.025,02 درهم، إلى شركة في ملكية زوجته وشقيقها، من أجل إنجاز أشغال الطريق على مستوى دوار بجماعة حربيل، مستغلا موقعه كرئيس المصلحة للتقنية، وعلى الرغم من كونه كان من ضمن أعضاء لجنة فتح الأظرفة الخاصة بالصفقة التي أعدّ دفتر تحملاتها، الا أنه نفى علمه بدخول شركة حرمه غمار المنافسة على هذه الصفقة، وهو النفي الذي سرعان ما تلاشى بعدما كشفت التحقيقات أن الموظف المذكور كان من بين الموقعين على محاضر زيارة الورش، وكذلك محضر التسليم المؤقت للأشغال، خلال فترة رئاسة الجماعة من طرف الرئيس الأسبق لجماعة حربيل حميد زيتوني، وإن كان رفض التوقيع على محضر التسليم النهائي للأشغال تفاديا للشبهات المتعلقة بالعلاقة الزوجية التي تربطه بالمساهمة في الشركة الفائزة بالصفقة.