جامعة أوكرانية تعتبر الراسبين في امتحان “الكروك” مفصولين والآباء يراسلون الوزير بوريطة
تتواصل معاناة الطلبة المغاربة الذين يتابعون دراستهم بجامعة كارازين بمدينة خاركيف الأوكرانية، وذلك بفعل قرارتها التي اعتبروها مخالفة لما هو منصوص عليه في العقد الموقع بينهم وبين الجامعة.
و وفق إفادة محمد أبطيو عضو المكتب الوطني لجمعية أمهات وآباء طلبة المغرب بأوكرانيا والمنسق الجهوي للجمعية بجهة مراكش آسفي، فإن إدارة الجامعة اعتبرت الطلبة الذين رسبوا في امتحان “الكروك” مطرودين، علما أنهم أرغمتهم على اجتياز الإختبار هذه السنة باللغة الأوكرانية، على الرغم من أنهم لا يتقنون هذه اللغة ولم يسبق لهم أن تلقوا بها دروسهم.
و أكد أبطيو أن الجامعة ترفض تسليم هؤلاء الطلبة الذين يتابعون دراستهم باللغة الروسية المنصوص عليها في العقد، وثائقهم وتشترط توجيه الطلب من جديد عن طريق الوسطاء قصد إعادة تسجيلهم من جديد.
و أمام هذا التصعيد من قبل إدارة الجامعة بادرت الجمعية الوطنية لأمهات وآباء طلبة المغرب بأوكرانيا إلى مراسلة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، تطالب من خلالها بشدة بفتح حوار وقنوات تواصل فعّالة للبحث عن حلول لهذه المشكلة وتسهيل أمور الطلاب الذين يسعون لاستكمال تعليمهم في أوكرانيا، كما طالبت بالتدخل من خلال السفارة المغربية في أوكرانيا لمساعدتها في تذليل الصعوبات وتوفير الدعم اللازم للطلاب في مجمل أمورهم اليومية.
كما وجهت الجمعية رسالة إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار الرباط، تطالب من خلالها بضرورة تسريع صدور المذكرة المشتركة بين وزارته وبين وزارة الصحة العمومية، وتدليل الصعاب مع بعض عمداء كليات الطب الذين يتملصون من تنفيذ محتوياتها بل يطالبون بوثائق دون سند قانوني.
وأشارت الجمعية إلى أنها لاحظت بعد تقييم تجارب السنة الماضية، صعوبة الجمع بين متابعة الحصص الدراسية النظرية، والتدريب الميداني – خاصة الطب العام -، ولتجاوز هذه التعثرات طالبت الوزارة بالتدخل لدى وزارة التعليم العالي الاوكرانية للاتفاق على أيام الدراسة النظرية و أخرى للتداريب الميدانية.
كما التمست من وزير التعليم العالمي تنظيم لقاء مع مديرية الشؤون القانونية في شأن مسطرة المعادلة وضرورة المرونة في تقديم الملف دون بعض الوثائق التي لا يمكن الحصول عليها بسبب ظروف الحرب، كما تم إخبار الجمعية في أول لقاء بالوزير الميراوي يوم 29 غشت 2022.
ويشار إلى أن رئاسة الجامعة فرضت على الطلبة الذين يتابعون دراستهم باللغة الروسية المنصوص عليها في العقد، اجتياز الإختبار هذه السنة باللغة الأوكرانية، على الرغم من أنهم لا يتقنون هذه اللغة ولم يسبق لهم أن تلقوا بها دروسهم.
وأشار أبطيو إلى أن الجمعية وجهت أكثر من رسالة في الموضوع إلى كل من وزارة التعليم العالي بالمغرب، وزارة الشؤون الخارجية، السفارة الأوكرانية و وزارة التعليم الأوكرانية، قصد التدخل لايجاد حل لهذا المشكل، غير أن الجمعية كانت تتلقى تبريرا بكون هاته الجامعات لذيها استقلالية في اتخاذ القرار، وهو أمر مخالف للقانون يضيف “أبطيو” بالنظر إلى أن لغة التدريس المنصوص عليها في عقد الدراسة هو الروسية وليس الأوكرانية، الأمر الذي يمس بحق الطلبة في تكافؤ الفرص.
وأبرز المتحدث أن الجمعية كانت قد وجهت ملتمسات ورسائل قصد السماح للطلبة المغاربة الذين يعدون ثاني أكبر جالية بأوكرانيا بعد الهند، بإجراء اختبار “الكروك” عن بعد بسبب الحرب الدائرة هناك، وهو الملتمس الذي تم التفاعل معه بشكل ايجابي حيث تم السماح بإجراء الامتحان خارج الأراضي الأوكرانية وتم تحديد مركزين بكل من الرباط والدار البيضاء، كما تم احداث منصة من أجل التسجيل غير أنها تعاني من أعطاب تقنية وسرعان ما تغلق في وجه الطلبة، الأمر الذي تسبب في حرمان العديد من المترشحين من التسجيل.
ومن ضمن المشاكل التي تكرس انعدام تكافؤ الفرص في وجه الطلبة المغاربة، يضيف أبطيو، تفاوت معدل العتبة الذي اعتمدته الجامعة الأوكرانية كسقف للنجاح، حيث أقرت شرط بلوغ نسبة 60 بالمائة بالنسبة لطلبة الداخل، و64 بالمائة بالنسبة لطلبة الخارج.
وأكد أن جمعية أمهات وآباء طلبة المغرب تطالب بخفض العتبة إلى 50 بالمائة نظرا لظروف الحرب التي أجبرت الطلبة على متابعة دراستهم عن بعد، وطرحت أيضا عائقا أمام الراغبين في الحصول على وثائقهم بعد انهاء دراستهم.