أقامت وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة- والمركز العربي للأدب الجغرافي، أمس الجمعة بطنجة، حفل توزيع جوائز أدب الرحلة – جائزة ابن بطوطة في نسختها الواحدة والعشرين.
وتم خلال الحفل، الذي جرى ببيت الصحافة بحضور فعاليات ثقافية وأدبية، تسليم جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة إلى الفائزين الأحد عشر، والذين قدموا مشاريع تحقيقات وترجمات ودراسات ونصوص حول رحلات معاصرة.
واعتبر وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، في كلمة تليت نيابة عنه، أن المبادرات الثقافية الدولية المنظمة بالمغرب تواكب المشاريع الملكية الكبرى، التي أعطى انطلاقتها الملك محمد السادس، ما يؤ كد الدور الحضاري والتاريخي والإشعاع الثقافي والفني للمملكة المغربية، مبرزا أن هذه الجائزة تنضاف إلى قائمة التظاهرات الثقافية الكبرى التي ترصع أجندة مدينة طنجة.
وسجل الوزير “حرص الوزارة على حسن تنظيم فعاليات هذه الجائزة يقينا منها أن الثقافة أساس كل تنمية شاملة ومندمجة، كما يؤكد ذلك النموذج التنموي الجديد للمملكة”.
من جهته، أكد نوري الجراح، المدير العام للمركز العربي للأدب الجغرافي، على أن الحفل يأتي لتكريم الفائزين، وأيضا لمناقشة مستقبل جائزة ابن بطوطة في علاقتها بالمغرب عموما، وبمدينة طنجة على وجه التحديد.
وشدد الجراح على أن هناك توجها لتكريس فكرة توزيع الجوائز وإقامة الندوات بطنجة، التي تحتضن هذه الفعالية لأول مرة، باعتبارها مسقط رأس ابن بطوطة، بالاتفاق مع وزارة الثقافة، بعدما كانت تقام باستمرار بمعرض الكتاب بالدار البيضاء والرباط.
من جهتها، قالت زهور أمهاوش، المديرة الجهوية للثقافة بطنجة-تطوان-الحسيمة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن ما يميز هذه الدورة هو عودة الجائزة إلى مكانها الأنسب وفضائها الأرحب بطنجة، مدينة الرحالة ابن بطوطة، مذكرة بأن رحلة هذه الدورة من الجائزة انطلقت في وقت سابق من هذا العام من الرباط باعتبارها عاصمة للثقافة العربية.
في السياق ذاته، ذكرت بأن المملكة المغربية كانت على مر التاريخ قبلة لمجموعة من الرحلات، كما انطلقت منها رحلات أخرى نحو باقي القارات، مشيرة أن المكتبات والخزانات المغربية، على غرار الخزانة الملكية والمكتبة الوطنية، تزخر بإصدارات تؤرخ وتغني أدب الرحلة، وهو دليل على المكانة الريادية للمملكة في هذا الصنف الأدبي.
من جهته، نوه ممدوح فراج النابي، الفائز بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في فرع الدراسات عن كتاب “البلاغة العمياء عند طه حسين”، بدور المركز العربي للأدب الجغرافي وجائزة ابن بطوطة في إبراز وتسليط الضوء على أدب الرحلة سواء أكانت مخطوطات أو رحلات حديثة، إلى جانب قراءات نقدية لأدب الرحلة.
وشهدت التظاهرة زيارة لمتحف ابن بطوطة بطنجة، مع تدشين معرض “الرحلة العربية في ألف عام، والذي يشهد تقديم نحو 150 كتابا صدر عن منشورات المركز العربي للأدب الجغرافي “ارتياد الآفاق”.
وحفل جائزة ابن بطوطة احتفالية مغربية عربية كبرى، احتضنتها المملكة المغربية منذ 22 سنة، وهي تظاهرة ينظمها المركز العربي للأدب الجغرافي (ارتياد الآفاق)، الذي يوجد مقره في العاصمة الإماراتية أبو ظبي والعاصمة البريطانية لندن، وتشرف عليها وزارة الشباب والثقافة والتواصل في المملكة المغربية.
وصدر عن الجائزة نحو 150 كتابا في أدب الرحلة، ومثلها عن المركز خارج إطار الجائزة، ما يشكل اليوم خزانة كاملة لأدب الرحلة العربي مشرقا ومغربا خلال الألف عام، وهي تشمل أعمالا محققة وأخرى نقدية وترجمات ورحلات معاصرة، بينما توج بالجائزة حتى اليوم أزيد من مائة باحث ومحقق ومبدع ومترجم.
المراكشي/ و م ع