علمت صحيفة “المراكشي” من مصادر مطلعة، أن عامل إقليم شيشاوة بوعبيد الكراب، استدعى رئيس الجمعية الخيرية لدار الطالب بجماعة بوابوض، للحضور اليوم الأربعاء إلى مقر عمالة الإقليم، وذلك على خلفية واقعة طرد العشرات من التلمذيات والتلاميذ من دار الطالب.
ويأتي ذلك على إثر إقدام رئيس الجمعية الخيرية التي تتولى تسيير دار الطالب بجماعة بوابوض التابعة لعمالة إقليم شيشاوة، عشية أول أمس الإثنين 20 مارس الجاري، على طرد العشرات من التلاميذ بدعوى أن الجمعية التي يرأسها لم تتوصل بالحصة الثانية من الدعم العيني الذي التزمت به جماعتي بوابوض وبوابوض إمدلان.
و وفق المعطيات التي توصلت بها صحيفة “المراكشي”، فإن عملية الطرد سبقها توجيه إشعار من طرف رئيس الجمعية الخيرية خلال الأسبوع الأول من شهر مارس الجاري، إلى أباء و أولياء التلاميذ يطالبهم من خلاله بأداء الواجب السنوي للإشتراك بالمؤسسة والمحدد في مبلغ 450 درهما، وذلك داخل أجل أسبوع من تاريخ التوصل، والا سيتم منع التلاميذ من مواصلة الإستفادة، وأرجع ذلك لعدم وفاء المجلس الجماعي لبوابوض بالتزاماته بأدء الحصة الثانية من الدعم في الوقت المحدد للمؤسسة.
وتلتزم الجماعة الترابية بوابوض بمقتضى محضر اجتماع انعقد تحت اشراف السلطة المحلية بمقر دائرة متوكة يوم 27 شتنبر المنصرم، بدعم الجمعية الخيرية لدار الطالب والطابة بوابوض بمبلغ 80 ألف درهم، يتم أداء 40 ألف درهم منها كدفعة أولى من ميزانية 2022 على شكل مواد غذائية عينية، على أن يتم اداء الباقي من ميزانية العالم الحالي (2023) وذلك بناء على الحاجيات الواردة من طرف الجمعية الخيرية الخاصة بالمواد الأولية قبل نهاية كل شهر بثمانية أيام، فيما تلتزم جماعة بوابوض امدلان من جانبها بمنح دعم للجمعية المسيرة، وذلك بأداء مبلغ 900 درهم عن كل مستفيد، في انتظار حصر اللائحة النهائية للمستفيدين، وفي المقابل تلتزم الجمعية الخيرية بإعداد اللائحة النهائية للمستفيدات والمستفيدين من خدمات المؤسسة في نهاية شهر أكتوبر.
وفي اتصال برئيس جماعة بوابوض عبد السلام بن سعيد، نفى أن يكون المجلس الجماعي قد أخل بالتزامه تجاه الجمعية الخيرية التي لم يتوصل من رئيسها لحد الآن بأي طلب مكتوب حول طبيعة وكمية المواد الغذائية المطلوبة حتى يتم بناء عليها صرف الشطر الثاني، علما أن الجمية ملزمة بإرفاق الطلب باللائحة النهائية للمستفيدات والمستفيدين من خدمات المؤسسة وفق محضر اجتماع دائرة متوكة.
وأكد بن سعيد لصحيفة “المراكشي”، أن المجلس الجماعي لبوابوض سلم الجمعية الخيرية التي ينهاز عدد المستفيدين بها 150 تلميذا، دعما غذائيا بقيمة 60 ألف درهم برسم الشطر الأول، فيما سلمت جماعة بوابوض امدلان للجمعية بدورها دعما قدر بـ40 ألف درهم، منبها إلى أن عملية الطرد قد تطال أيضا تلاميذ من الجماعة الأخيرة.
و أضاف أن جماعة بوابوض إضطرت إلى التدخل لنقل التلاميذ الذين تم طردهم إلى الشارع والذين فاق عددهم 40 تلميذا وتلميذة وإيصالهم إلى مساكن أسرهم، مؤكدا على أن المجلس الجماعي لن يدع هؤلاء عرضة للهدر المدرسي وفق ما يمليه عليه واجبه الأخلاقي والتربوي، لاسيما وأنه تكفل لسنتين بعد توليه تدبير شؤون الجماعة بإعفاء التلاميذ من واجب النقل المدرسي ورسوم التسجيل في دار الطالبة.
وأشار إلى أن المشكل القائم راجع إلى رفض رئيس الجمعية الخيرية التعامل بشكل مؤسساتي مع الجماعة الترابية، مبرزا أن الجمعية التي تدبر مؤسسة دار الطالب التي تم انشاؤها فوق عقار الجماعة، استفادت لسنوات من إعانات الجماعة ومن تجهيزاتها وآلياتها وموظفيها خلال تولي نجل رئيس الخيرية الذي يشغل حاليا عضوا ضمن المعارضة، رئاسة الجماعة، وذلك في ظل غياب أية اتفاقية شراكة بين الجمعية الخيرية والجماعة الترابية تحدد التزمات كل طرف.
واعتبر رئيس الجماعة أن طرد التلاميذ بهاته الطريقة يعتبر نوعا من “الإبتزاز” للمؤسسات العمومية وزجا بالناشئة كـ”دروع حرب” في هذه القضية، مشيرا إلى أن الجمعية الخيرية استفادت من منحة بقيمة 60 ألف درهم من المجلس الإقليمي، ومنحة من المبادرة فيما يتعلق بدعم دور الطالب تقدر بـ50 ألف درهم، ومنحة قدرها 100 ألف درهم خاصة بالنقل المدرسي، إضافة إلى منحة التعاون الوطني التي تقدر بـ120 ألف درهم.
وقد حاولت صحيفة “المراكشي” الإتصال برئيس الجمعية الخيرية لمعرفة وجهة نظره في الموضوع، غير أن هاتفه كان مغلقا.