أكدت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، اليوم الثلاثاء بالسمارة، أن الوكالة الحضرية للعيون – الساقية الحمراء مطالبة اليوم بلعب دور أكثر إجرائية في تفعيل ومواكبة تنفيذ السياسات المجالية.
وأضافت الوزيرة، في كلمة بمناسبة انعقاد الدورة الـ 16 للمجلس الإداري للوكالة الحضرية للعيون – الساقية الحمراء، تلاها نيابة عنها الكاتب العام للوزارة عبد اللطيف النحلي، أن حركة التمدن والعمران تعرف توسعا كبيرا، مما يستوجب مواكبة تنظيمه وتوجيهه بعقلانية تتماشى مع الدور المؤسساتي والقانوني والتقني لهذه المؤسسة في محيطها الجهوي وتجسيدها العملي والفعلي للاستراتيجية الحكومية في هذا المجال، واحتراما إيجابيا للمقاربة التنموية التشاركية مع الجماعات الترابية وباقي الفاعلين الجهويين والمحليين، مما يتيح تحقيق التنمية الشاملة المنشودة.
وأبرزت أن جهة العيون – الساقية الحمراء تعتبر قطبا تنمويا بامتياز يمتد إشعاعه جهويا ووطنيا وقاريا بالنظر لموقعه الجيو-استراتيجي المتفرد، وللموارد والمؤهلات المتنوعة التي يزخر بها، مما يفرض توجيها يتناسب مع التحديات والرهانات التي فرضتها الوتيرة المتسارعة لهذا التطور، نحو تنمية قطاعية متوازنة سياحيا وفلاحيا وصناعيا في أفق تحقيق تكامل اقتصادي سيفضي من دون أدنى شك إلى تنمية شاملة مندمجة.
وأكدت أن التحديات والرهانات المستقبلية المتعددة تدعو، أكثر من أي وقت مضى، إلى رسم معالم مقاربة جديدة تأخذ في الحسبان متابعة الجهود السابقة والحفاظ على الاستدامة من أجل مواكبة وتأطير التوسع العمراني، داعية إلى العمل بتنسيق مع السلطات والجماعات الترابية على إنتاج جيل جديد من وثائق التعمير يتماشى مع التوجه الحالي للوزارة، الرامي إلى إدماج كل الأبعاد المجالية والاجتماعية والبيئية والاقتصادية.
وأشارت المنصوري إلى أن ذلك سيكون له التأثير البالغ للحفاظ على التراث التاريخي والمعماري والطبيعي، وفي نفس الوقت الرفع من جودة الإطار المبني، وتحسين جمالية المشهد العمراني بشكل عام وتأهيل تنموي للعالم القروي بوجه الخصوص.
وشددت على أن ورش التعمير وإعداد التراب الوطني والتنمية المجالية يشكل دعامة أساسية في تأطير وبلورة الإصلاح الشامل الذي تعزز على أرض الواقع، من خلال إعطاء جلالة الملك محمد السادس لانطلاقته، التي همت كافة مستويات التدبير المؤسساتي والتشريعي أو تلك التي تعني المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
وقالت إن رهان تنزيل أوراش النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية يعد تكريسا لهذا التوجه الملكي السامي، داعية كافة المشرفين والمتدخلين في قطاع التعمير والبناء عموما بهذه الربوع إلى تركيز مزيد من الجهود لمواكبة التنزيل العقلاني والمنظم للمجالات الترابية، مما سيساهم في الرفع من جاذبيتها التنافسية ويعزز التضامن المنشود بين مختلف مكوناتها وضمانا للاستدامة، لتأمين الحفاظ على الموارد الطبيعية والهشة للأجيال المقبلة.
وذكّرت بأن انتشار جائحة كورونا حتم ظرفية استثنائية للعمل المباشر وعن قرب، مما فرض على الوكالة الحضرية للعيون – الساقية الحمراء تجديد مقاربتها المجالية عبر إبداع وإحداث منصات تفاعلية حفاظا على الطابع الالتقائي لميدان التعمير والرفع من مستوى رقمنة خدماتها وتدبيرها اللامادي للمساطر دون إغفال مواصلة استكمال مساطر المصادقة على وثائق التعمير أو التي هي في طور الإنجاز لبلوغ تغطية شاملة لمجموع مراكز تراب الجهة، بالإضافة إلى المخططات الهيكلية وتصاميم إعادة الهيكلة للأحياء المعنية بهذه الوثائق المرجعية.
وتميز هذا الاجتماع، الذي حضره عامل إقليم السمارة حميد النعيمي، وعامل إقليم طرفاية محمد حميم وعدد من رؤساء وممثلي المجالس المنتخبة، بالمصادقة على التقريرين الأدبي والمالي برسم سنة 2022، وعلى برنامج عمل الوكالة لسنوات 2023 و2024 و2025.
المراكشي/ و م ع