لا حديث في طنجة، ومدن الشمال عامة، إلا على عملية النصب التي انطلقت من “واتساب” لتُسقط العشرات من ضحايا البحث عن الربح السريع، إذ مازالت التحقيقات مستمرة في وقت تم توقيف سيدتين أخريين في اليومين الماضيين.
وأكد مصدر قضائي مطلع على القضية أنه تم توقيف سيدتين ومتابعتهما في حالة سراح، ليرتفع عدد الموقوفين إلى 13، بعد الاستماع إليهم من طرف عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بأمر من النيابة العامة، إذ تباشر تحرياتها منذ يونيو الماضي الذي عرف تقاطر شكايات الضحايا ضد نساء كُن يُسيرن مجموعة في واتساب كانت تحمل اسم “مجموعة الخير”.
وهذه المجموعة، التي أنشأتها ثلاث نساء، وفق موقع “snrtnews” استطاعت استقطاب العشرات من الراغبين في الربح السريع عن طريق التسويق الهرمي، إذ تلقوا وعودا بتحقيق الربح، وبأن الربح سيتضاعف كلما ازداد عدد المنخرطين في العملية.
وتم توقيف النساء الثلاث مباشرة بعد وضع الشكايات ضدهن، قبل أن تتوسع دائرة الموقوفين يوما بعد آخر لتشمل العضوات اللاتي كن نشيطات في المجموعة، فيما توجد المتهمة الرئيسية خارج المغرب بعد فرارها.
وكان يتم تمكين عدد من المنخرطين، وجُلهم من النساء، من مكافآت مالية وهوامش ربح قد تفوق 10 آلاف درهم، وهو ما زاد من ثقة المنخرطين في هذه المجموعة حيث أقنع عدد منهم مواطنين آخرين بالانخراط والمساهمة بأموالهم لكي يربحوا بدورهم.
وخرجت نساء ضحايا هذه المجموعة في تصريحات إعلامية تؤكدن أنهن استثمرنا أموالهن وتلقين وعودا باسترجاعها مع تحقيق هامش من الربح، قبل أن يكتشفن أنهن ضحايا نصب حيث أقفلت المجموعة ولم يظهر أثر لتلك “الأدمينات” المُسيرات للمجموعة والعضوات النشيطات فيها.
ومازالت الشكايات تتقاطر ضد من كان السبب في سلب الملايين من عشرات المواطنين.
وأكد المصدر القضائي أن الخميس الماضي عرف انتحار سيدة من اللاتي كُن يُسيرن المجموعة، إذ انتقلت من طنجة إلى العرائش بعد وضع شكايات ضدها واتهامها بالنصب، وهو ما دفعها إلى الانتحار بتناول مادة سامة ونُقلت على إثرها إلى المستشفى حيث توفيت.
وتعرف طنجة قضية نصب أخرى قبل هذه تُعرف باسم “هبة الإرث”، تفاصيلها متشابهة، إذ تم توقيف أربعة أشخاص وضع مواطنون شكايات ضدهم يتهمونهم فيها بالنصب والاحتيال عليهم، عبر إيهامهم بأنهم إذا بدأوا الاستثمار بـ1000 درهم سيجنون 8000 درهم وكلما أقنع مواطن شخصا آخر سيجني المزيد، وهو ما يتحقق في البداية قبل أن يحصل معهم العكس. وتوجد هذه القضية بدورها أمام القضاء منذ أسابيع.