أقاليمالحوز

الحوز: تنسيق نقابي يتهم المدير الإقليمي للتعليم بنهج سياسة الكيل بمكيالين ويطالب برحيله

طالب تنسيق نقابي يضم أربع نقابات تعليمية برحيل المدير الإقليمي للتربية الوطنية، داعيا الوزارة الوصية إلى التدخل العاجل لوضع حد للفشل المركب الذي يعتري التدبير التربوي والإداري والمالي بالإقليم.

و وفق بيان للتنسيق النقابي، فإن هذه المطالبة، جاءت استحضارا لتداعيات الزلزال المفجع الذي ضرب إقليم الحوز، وإمتداد تأثيره إلى الأقاليم المجاورة بكل من شيشاوة وتارودانت وورزازات وأزيلال.. حيث ازدياد منسوب ألم ومعاناة القرى المعزولة لهذه الأقاليم الهشة، جراء ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى والمفقودين في أوساط الساكنة والأطر والمتعلمين على حد سواء.

كما تأتي حسب نفس البيان، في سياق الانطلاقة المرتجلة للدخول المدرسي بإقليم الحوز، للأسف الشديد، في ظل واقع تعليمي مترد وغارق في الفوضى والمزاجية، بعد تغييب المسؤول الإقليمي على القطاع للحوار المسؤول والملتزم، واستفراده بالقرار بتغليب أسلوب اللامبالاة وتحويل موقع المسؤولية إلى برج عاجي لتصريف النزوات الإدارية الاستعلائية الفجة، من منظور تموقع تراتبي ضيق.. عبر سيل التعليمات الهاتفية للمرؤسين باستهداف نساء ورجال التعليم بالاستفسارات الكيدية المغرضة، والتدبير المزاجي للكيل بمكيالين في تطبيق القانون باتباع المساطر في حق البعض وغض الطرف عن البعض الآخر، والذي ضاعت معه كل الشعارات المرفوعة حول النجاح والجودة وتكافؤ الفرص، رغم محاولات تلميع صورة المشهد بجلسات استماع فارغة المحتوى تغيب عنها القدرة على التواصل والجرأة على الحياد والمسؤولية في الالتزام واتخاذ القرار.

وأردف البيان أن جهر التنسيق بمطلب الرحيل في وجه المسؤول المذكور، جاء أيضا بعدما تأكد وبالملموس الفشل الذي راكمه المدير الإقليمي طيلة مساره التدبيري العشوائي لمجموعة من المديريات آخرها مديرية مراكش والذي لم يساهم، بعد تنقيله إلى إقليم الحوز، سوى في تفاقم الاختلالات وتعميق حدة التباينات التربوية، في ظل سلوكه الاستبدادي التنطعي، وافتقاره لآليات الحوار الهادف والتشارك والإشراك الإيجابي للفاعلين، مما فوت على الإقليم الاستفادة من العديد من المبادرات الرائدة لدعم متعلمات ومتعلمي الإقليم من طرف الجمعويين والاقتصاديين الذين هبوا للانخراط والتضامن والمساندة لمواجهة آثار الزلزال.

و أضاف البيان، أنه وبعد استنفاد فترة ضبط النفس التي تحلت بها النقابات التعليمية بالإقليم، واستحضارا للمصلحة العليا للوطن وللظرفية الاستثنائية التي تمر منها البلاد، والإقليم تحديدا، فإن التنسيق النقابي الرباعي بين النقابة الوطنية للتعليم، العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل، والجامعة الحرة للتعليم، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والنقابة الوطنية للتعليم، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والجامعة الوطنية للتعليم، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل بإقليم الحوز يطالب بـ:

– يجدد صادق عزائه لأسر ضحايا الفاجعة المؤلمة، وجميل مواساته لجميع المصابين.. بإقليم الحوز، وبكافة الأقاليم المتضررة؛

– يحيي عاليا جميع المبادرات الوطنية التضامنية من لدن الأفراد والجمعيات والمؤسسات للتخفيف من انعكاسات وآثار هذه الكارثة غير المتوقعة؛

– يتأسف لواقع التدبير الارتجالي الذي انطلق على وقعه الدخول المدرسي بإقليم الحوز، والذي شكل نشازا انعكس على المجهودات الوطنية المبذولة، في الوقت الذي تضافرت فيه الجهود والتوجيهات من لدن الوزارة والسلطات باتخاذ القرارات الحازمة لأجل تجاوز المحنة والتخفيف من تأثيراتها المادية والمعنوية على التلاميذ ونساء ورجال التعليم؛

– يسجل غياب مواكبة المديرية لسياق اللحظة، وعجزها عن إصدار ولو بلاغ تعزية لنعي الشهداء ومواساة أسر الضحايا، خاصة وأن من بينهم متعلمين وأساتذة بمختلف جماعات الإقليم؛

– يستنكر إصرار المدير الإقليمي على هدم التراكم التواصلي بالإقليم، بسعيه إلى إفراغ اللقاءات مع الشركاء من معاني المسؤولية والتشاور والتنسيق والالتزام، بأساليب المناورات المفضوحة، والتملص من المسؤولية الذي يفضح عجزه وفشله البنيوي على التدبير واتخاذ القرارات؛

– يستغرب سياسة الكيل بمكيالين والتي ينهجها المدير الإقليمي في تطبيق القانون في مجموعة من القضايا، وإطلاق اليد الطولى لبعض المحظوظين في خرق القانون، مقابل تسريع المساطر استهدافا للبعض الآخر عبر التعليمات الشفوية والاستفسارات الكيدية المغرضة؛

– يسجل الضعف الحاصل في عمليات التنسيق لايجاد الحلول المناسبة للاستمرار تدريس المتعلمات والمتعلمين ضحايا الفاجعة الأليمة، والتي لا تواكب الجهود الجدية لباقي المتدخلين الذين تابعوا ضعف المديرية في المواكبة النفسية للمتعلمين والأساتذة بالجماعات الجبلية المتضررة، وغياب أي تدخل جدي لضمان استقرار الأستاذات والأساتذة وايجاد حلول بديلة لاعادة اسكانهم وايوائهم؛

– يدين افتقاد المدير الاقليمي للقدرة على الحسم والجرأة على اتخاذ القرار، واكتفائه باستعراض العضلات في التهديد والاستهتار بسلامة موظفي المديرية، وإصدار التعليمات الشفوية لاستقبال المتعلمات والمتعلمين بالمؤسسات والحجرات المتضررة من الزلزال، في ظل غياب نتائج واضحة لزيارات اللجن التقنية المختصة؛

– يسجل عدم وفاء المديرية بالتزاماتها فيما يتعلق بمشروع المدارس الرائدة، بالتأخر غير المفهوم في تزويدها بالعدة اللازمة، واستمرار أشغال الاصلاح بجل المؤسسات المعنية إلى حدود الساعة؛

– يشجب ما عرفته عمليات تدبير الفائض والخصاص من نتائج ضربت مبادئ المصداقية والاستحقاق وتكافؤ الفرص، لأنها بنيت على معطيات غير دقيقة للبنيات التربوية وللتنظيمات التربوية المعيبة.. مما سيؤثر سلبا على السير العادي للعملية التعليمية التعلمية طيلة الموسم الدراسي، بحرمان المتعلمين والمتعلمات من التمدرس بأغلب المؤسسات والوحدات المدرسية؛

– يسجل غياب رؤية تربوية واضحة لتدبير الأزمات، بالنظر إلى الارتجال الحاصل في تدبير أغلب محطات الدخول المدرسي، والتفكير في الحلول الاستباقية لتجاوز انعكاسات الفاجعة، والاكتفاء بالخرجات الاستعراضية الكرنفالية المفتقدة للصدق في إيجاد الحلول الناجعة للمشاكل التي يتخبط فيها الإقليم؛

– يطالب برحيل هذا المسؤول لاستحالة مواصلة أي تعامل كيفما كان نوعه معه، ويطالب الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش أسفي والوزارة الوصية إلى التدخل العاجل لوضح حد لهذا الفشل المركب الذي أصبح يعتري التدبير التربوي والإداري والمالي بالحوز، والذي لا يتماشى وطبيعة المجهودات المطلوبة في هذه اللحظات المصيرية التي يجتازها الواقع التربوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

I agree to these terms.

زر الذهاب إلى الأعلى